كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 2)

ونثني عليك الخير كله نشكرك ولانكفرك ، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ، إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
------------------------------------
الحول والقوة وقال سهل بن عبد الله هو الاسترسال مع الله تعالى على ما يريد.
"ونثني عليك الخير كله" أي نمدحك ونصفك بالخير والثناء في الخير خاصة وبتقديم النون يستعمل في الخير والشر وقال أبو عثمان المعافري أثنيت على الرجل وصفته بخير أو شر.
"نشكرك ولا نكفرك" أصل الكفر الجحود والشر قال في المطالع والمراد هنا كفر النعمة لاقترانه بالشكر.
"اللهم إياك نعبد" قال الجوهري معنى العبادة الطاعة والخضوع والتذلل ولا يستحقه إلا الله تعالى قال الفخر إسماعيل وأبو البقاء العبادة ما أمر به شرعا من غيراطراد عرفي ولا اقتضاء عقلي وسمي العبد عبدا لذلته وانقياده لمولاه "ولك نصلي ونسجد" لا لغيرك "وإليك نسعى" يقال سعى يسعى سعيا إذا عدا وقيل إذا كان بمعنى الجري عدي بإلى وإذا كان بمعنى العمل فباللام لقوله تعالى {وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا} [الاسراء: من الآية19]
"ونحفد" بفتح النون ويجوز ضمها يقال حفد بمعنى أسرع وأحفد لغة فيه بمعنى يحفد يسرع أي يبادر بالعمل والخدمة.
"نرجو رحمتك" يقال رجوته أي أملته والرحمة سعة العطاء "ونخشى عذابك" أي نخاف عقوبتك لقوله تعالى {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر:50].
"إن عذابك الجد" بكسر الجيم الحق لا اللعب "بالكفار ملحق" بكسر الحاء أي لاحق بهم ومن فتحها أراد أن الله يلحقه إياه وهو معنى صحيح غير أن الراوية هي الأولى قال الخلال سألت ثعلبا عن ملحق وملحق فقال العرب تقولهما جميعا.

الصفحة 12