كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 2)

اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وتولنا فيمن توليت ، وقنا شر ما قضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت.
------------------------------------
هذا الدعاء قنت به عمر رضي الله عنه وفي أوله بسم الله الرحمن الرحيم وفي آخره اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك وهاتان سورتان في مصحف أبي قال ابن سيرين كتبهما أبي مصحفه إلى قوله ملحق زاد غير واحد ونخلع ونترك من يكفرك.
"اللهم اهدنا فيمن هديت" أصل الهدى الرشاد والبيان لقوله تعالى {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: من الآية52] فأما قوله تعالى {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: من الآية56] فهي من الله تعالى التوفيق والإرشاد وطلب الهداية من المؤمنين مع كونهم مهتدين بمعنى طلب التثبت عليها أوبمعنى المزيد منها.
"وعافنا فيمن عافيت" المراد بها العافية من الأسقام والبلايا والمعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك.
"وبارك لنا فيما أعطيت" البركة الزيادة وقيل هي حلول الخير الإلهي في الشيء والعطية الهبة والمراد بها ما أنعم به.
"وتولنا فيمن توليت" الولي ضد العدو وهو فعيل من تليت الشيء إذا عنيت به ونظرت فيه كما ينظر الولي في مال اليتيم لأنه تعالى ينظر في أمر وليه بالعناية ويجوز أن يكون من وليت الشيء إذا لم يكن بينه ويينه واسطة بمعنى أن الولي يقطع الوسائط بينه وبين الله تعالى حتى يصير في مقام المراقبة والمشاهدة وهو مقام الإحسان.
"وقنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضي عليك" سبحانه لاراد لأمره ولا معقب لحكمه فإنه يفعل ما يشاء يحكم ما يريد "إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت" رواه أحمد ولفظه له وتكلم فيه ,

الصفحة 13