كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 2)

اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك ، وبك منك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
------------------------------------
وأبو داود والترمذي وحسنه من حديث الحسن بن علي قال علمني النبي صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر "اللهم أهدني.... إلى : وتعاليت. وليس فيه: ولا يعز من عاديت" ورواه البيهقي وأثبتها فيه وتبعه المؤلف والرواية إفراد الضمير وجمعها المؤلف لأن الإمام يستحب له أن يشارك المأموم في الدعاء وفي الرعاية لك الحمد على ما قضيت نستغفرك اللهم ونتوب إليك لا لجأ ولا ملجأ ولا ملتجأ ولا منجأ منك إلا إليك.
"اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك" قال الخطابي في هذا معنى لطيف وذالك أنه سأل الله أن يجيره برضاه من سخطه وهما ضدان ومتقابلان وكذلك المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة لجأ إلى ما لا ضد له وهو الله أظهر العجز والانقطاع وفزع منه إليه فاستعاذ به منه قال ابن عقيل لا ينبغي أن يقول في دعائه أعوذ بك منك إذ حاصله أعوذ بالله من الله وفيه نظر إذ هو ثابت في الخبر.
"لا نحصي ثناء عليك" أي لا نطيقه ولا نبلغه ولا تنتهي غايته لقوله تعالى {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} المزمل: من الآية20] تطيقوه.
"أنت كما أثنيت على نفسك" اعترف بالعجز عن تفضيل الثناء ورد إلى المحيط علمه بكل شيء جملة وتفصيلا فكما أنه لا نهاية لسلطانه وعظمته لا نهاية لثناء عليه لأنه تابع للمثني عليه روي هذا عن علي أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره:" اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " رواه الخمسة ورواته ثقات.
قال في الشرح ويقول في قنوت الوتر ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو معنى ما نقله أبو الحارث يدعو بما شاء واقتصر جماعة على دعاء " اللهم اهدني " وظاهره أنه يستحب وإن لم يتعين واختاره أحمد.

الصفحة 14