كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 2)
للقارئ والمستمع دون السامع. ويعتبر أن يكون القارئ يصلح إماما له.
----------------------------------
عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ} [الانشقاق:21]ولا يذم إلا على ترك واجب ولأنه سجود يفعل في الصلاة أشبه سجود صلبها وجوابه بأنه ينتقض عندهم بسجود السهو.
"للقارئ والمستمع" في الصلاة وغيرها بغير خلاف علمناه ونص عليه لما روى ابن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السجدة فيسجد ونسجد معه حتى ما يجد أحدنا مكانا لجبهته متفق عليه ولمسلم في غير صلاة والألف واللام بدل الإضافة أي ومستمعه وبه عبر في المحرر والوجيز والفروع لأنه كتال وكذا يشاركه في الأجر فدل على المساواة قال في الفروع وفيه نظر.
وروى أحمد بإسناد فيه مقال عن أبي هريرة مرفوعا "من استمع آية كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة" لكن لا يسجد في صلاة لقراءة غير إمامه في الأصح كما لا يسجد مأموم لقراءة نفسه فإن فعل بطلت في وجه وعنه يسجد وعنه في نفل وقيل يسجد إذا فرغ.
"دون السامع" جزم به معظم الأصحاب وهو المنصوص لما روي أن عثمان بن عفان مر بقاص فقرأ سجدة ليسجد معه عثمان فلم يسجد وقال إنما السجدة على من استمع ولا يعلم له مخالف في عصره ولأنه لا يشارك القارئ في الأجر فلم يشاركه في السجود وفيه وجه يسجد كالمستمع.
"ويعتبر أن يكون القارئ يصلح إماما له" أي يجوز اقتداؤه به لما روى عطاء أن رجلا من الصحابة قرأ سجدة ثم نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك كنت إمامنا ولو سجدت سجدنا معك رواه الشافعي مرسلا وفيه إبراهيم بن يحيى وفيه كلام