كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 2)
ويستحب لأهل الثغر الاجتماع في مسجد واحد والأفضل لغيرهم الصلاة في المسجد الذي لا تقام فيه الجماعة إلا بحضوره ثم ما كان أكثر جماعة ثم في المسجد العتيق.
------------------------------
جار المسجد من أسمعه المنادي رواه البيهقي بإسناده جيد وقيل لا يصح في غيرمسجد مع القدرة عليه وهو بعيد وفي المحرر إن فعلها في المسجد فرض كفاية وعنه فرض عين لإرادة التحريق.
"ويستحب لأهل الثغر" هو موضع المخافة من فروج البلدان "الاجتماع في مسجد واحد" لأنه أعلى للكلمة وأوقع للهيبة فإذا جاءهم خبر عن عدوهم سمعه جميعهم وتشاوروا في أمرهم وإن جاء عين للكفار رأى كثرتهم فأخبر بها قال الأوزاعي لو كان الأمر إلي لسمرت أبواب المساجد التي للثغور ليجتمع الناس في مسجد واحد.
"الأفضل لغيرهم الصلاة في المسجد الذي لا تقام فيه الجماعة إلا بحضوره" لأنه يحصل به ثواب عمارة المسجد وتحصيل للجماعة لمن يصلي فيه وذلك معلوم في حق غيره زاد في الشرح وابن تميم وكذلك إن كانت تقام فيه مع غيبته إلا أن في قصد غيره كسر قلب جماعة فجبر قلوبهم أولى
"ثم ما كان أكثر جماعة" ذكره في الكافي وغيره وفي الشرح أنه الأولى وصححه ابن تميم لما روى أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " صلاة الرجل مع رجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما هو أكثر فهو أحب إلى الله " رواه أحمد وأبو داود وصححه ابن حبان.
"ثم" إن استويا فيكون الأفضل فعلها "في المسجد العتيق" لأن الطاعة فيه أسبق والمذهب أنه يقدم على الأكثر جماعة وقيل إن استويا في القرب والبعد قال في الرعاية وهو أظهر وفي الوجيز العتيق أفضل ثم