كتاب المبدع شرح المقنع - عالم الكتب (اسم الجزء: 2)
ثم أفقههم ثم أسنهم ثم أقدمهم هجرة.
----------------------------------
ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه" رواه مسلم قال الطبري لما استخلف عليه السلام أبا بكر بعد قوله "يؤم القوم أقرؤهم" صح أن أبا بكر أقرؤهم وأعلمهم لأنهم لم يكونوا يتعلمون شيئا من القرآن حتى يتعلموا معانيه وما يراد به كما قال ابن مسعود كان الرجل منا إذا علم عشر آيات لم يتجاوزهن حتى يعلم معانيهن والعمل بهن.
لكن أجاب أحمد عن حديث أبي بكر في تقديمه مع تقدم قوله "أقرؤكم أبي" أراد به الخلافة ومراده بالأقرأ أجوده كما جزم به في الوجيز وقدمه في الفروع لقوله عليه السلام " من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات ومن قرأ ولحن فيه فله بكل حرف حسنة " رواه الترمذي وقال حسن صحيح ولأنه أعظم في الأجر.
وقيل: يقدم الأكثر قرآنا لقوله عليه السلام " ليؤمكم أكثركم قرآنا " وعليهما إذا عرف واجب الصلاة وما يحتاجه فيها وقيل وسجود السهو وقيل وجاهل يأتي بها عادة والمنصوص خلافه وعنه يقدم الأفقه عليه اختاره ابن عقيل إذا كان يقرأ ما يكفي في الصلاة لأنه قد ينوبه في الصلاة ما لا يدري ما يفعل فيه إلا بالفقه فقدم كالإمامة الكبرى والحكم.
"ثم أفقههم" للخبر السابق فإن اجتمع فقيهان قارئان وأحدهما أفقه أو أقرأ قدم فإن كانا قارئين قدم أجودهما قراءة وأكثرهما ويقدم قارئ لا يعرف أحكام صلاته على فقيه أمي فإن اجتمع فقيهان أحدهما أعلم بأحكام الصلاة قدم لأن علمه يؤثر في تكميل الصلاة.
"ثم أسنهم" اختاره الخرقي وذكر السامري وصححه في المذهب وفي الرعاية أنه أشهر وجزم به في الوجيز لقوله عليه السلام لمالك بن الحويرث " إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم " متفق عليه ولأنه أقرب إلى الخشوع وإجابة الدعاء.