قوله إنه صلى الله عليه و سلم فمن بعده لم يسعوا إلا بعد الطواف لم أجده هكذا في حديث مخصوص وإنما أخذ بالاستقراء من الأحاديث الصحيحة وهو كذلك في الصحيحين عن بن عمر وفي المعجم الصغير للطبراني عن جابر ونحو ذلك
قوله في آخر الفصل المعقود للسعي وجميع ما ذكرناه من وظائف السعي أي من التهليل والتكبير مما يقوله على الصفا وفي الرقي على الصفا حتى يرى البيت والمشي بينه وبين الصفا والمروة والعدو في بعضه والدعاء في السعي كل ذلك مشهور في الأخبار انتهى فأما ما يقوله على الصفا من التهليل والتكبير فهو في حديث جابر الطويل عند مسلم بنحوه وفيه أيضا أنه رقى على الصفا حتى رأى البيت وفيه أيضا المشي بين الصفا والمروة والعدو في بعضه وأما الدعاء في السعي يقول اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم فرواه الطبراني في الدعاء وفي الأوسط من حديث بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا سعى بين الصفا والمروة في بطن المسيل قال اللهم اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف وقد رواه البيهقي موقوفا من حديث بن مسعود أنه لما هبط إلى الوادي سعى فقال فذكره وقال هذا أصح الروايات في ذلك عن بن مسعود يشير إلى تضعيف المرفوع وذكره المحب الطبري في الأحكام من حديث امرأة من بني نوفل أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول بين الصفا والمروة رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم قال المحب رواه الملا في سيرته ويراجع إسناده وعن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في سعيه اللهم اغفر وارحم واهد السبيل الأقوم رواه الملا في سيرته أيضا وروى البيهقي من حديث بن عمر أنه كان يقول ذلك بين الصفا والمروة مثل حديث بن مسعود موقوفا وعلى هذا فقول إمام الحرمين في النهاية صح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول في سعيه اللهم اغفر وارحم واعف عما تعلم وأنت الأعز الأكرم ربنا آتنا في الدنيا حسنة الآية وفيه نظر كثير
قوله يؤثر عن بن عمر أنه كان يقول على الصفا والمروة اللهم اعصمني بديني وطواعيتك إلى آخره البيهقي والطبراني في كتاب الدعاء والمناسك له من حديثه موقوفا قال الضياء إسناده جيد
1036 - حديث أنه صلى الله عليه و سلم بعث أبا بكر أميرا على الحج في السنة التاسعة متفق عليه من حديث أبي هريرة بمعناه ولفظهما عنه أن أبا بكر بعثه في