كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 2)

رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يفعل ورواه النسائي والحاكم ووهم في استدراكه وروى أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم من حديث عائشة قالت أفاض رسول الله صلى الله عليه و سلم من آخر يومه يوم النحر حين صلى الظهر ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع حصاة ويقف عند الأولى والثانية ويتضرع ويرمي الثالثة ولا يقف عندها وأما قوله خذا عني فتقدم
قوله والسنة أن يرفع اليد عند الرمي فهو أهون عليه وأن يرمي أيام التشريق مستقبل القبلة وفي يوم النحر مستدبرها كذا ورد في الخبر انتهى أما رفع اليد فتقدم في حديث بن عمر وأما رمي أيام التشريق مستقبل القبلة فسلف من حديثه أيضا وأما رمي يوم النحر مستدبر القبلة فليس كما قال والحديث الوارد فيه موضوع رواه بن عدي من حديث عاصم بن سليمان الكوزي عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يرمي الجمرة يوم النحر وظهره مما يلي مكة وعاصم قال بن عدي كان ممن يضع الحديث والحق أن البيت يكون على يسار الرامي كما هو متفق عليه من حديث بن مسعود أنه انتهى إلى الجمرة الكبرى فجعل البيت على يساره ومنى عن يمينه ورمى بسبع وقال هكذا رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة
قوله والسنة إذا رمى الجمرة الأولى أن يتقدم قليلا قدر ما لا يبلغه حصيات الرامين ويقف مستقبل القبلة ويدعو ويذكر الله بقدر قراءة البقرة وإذا رمى الثانية فعل مثل ذلك ولا يقف إذا رمى الثالثة يستفاد ذلك من حديث بن عمر عند البخاري
1070 - حديث أنه صلى الله عليه و سلم صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالبطحاء ثم هجع بها هجعة ثم دخل مكة البخاري من حديث أنس بلفظ ثم رقد رقدة بالمحصب ورواه من حديث بن عمر بمعناه وفيه ثم ركب إلى البيت فطاف به
1071 - حديث عائشة نزل النبي صلى الله عليه و سلم المحصب وليس بسنة فمن شاء نزله ومن شاء فليتركه لم أره هكذا ولمسلم عنها نزول الابطح ليس بسنة وللبخاري ومسلم عن عروة أنها لم تكن تفعل ذلك يعني نزول الأبطح وتقول إنما نزله

الصفحة 265