كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 2)

1076 - قوله ويستحب الشرب من ماء زمزم يعني للأثر فيه وقع في آخر حديث جابر الطويل عند مسلم ثم شرب من ماء زمزم بعد فراغه وروى أحمد وابن أبي شيبة وابن ماجة والبيهقي من حديث عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر رفعه ماء زمزم لما شرب له قال البيهقي تفرد به عبد الله وهو ضعيف ثم رواه البيهقي بعد ذلك من حديث إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير ولا يصح عن إبراهيم قلت إنما سمعه إبراهيم من بن المؤمل ورواه العقيلي من حديث بن المؤمل وقال لا يتابع عليه وأعله بن القطان به وبعنعنة أبي الزبير لكن الثانية مردودة ففي رواية بن ماجة التصريح بالسماع ورواه البيهقي في شعب الإيمان والخطيب في تاريخ بغداد من حديث سويد بن سعيد عن بن المبارك عن بن أبي الموال عن محمد بن المنكدر عن جابر كذا أخرجه في ترجمة عبد الله بن المبارك قال البيهقي غريب تفرد به سويد قلت وهو ضعيف جدا وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات وأيضا فكان أخذه عنه قبل أن يعمى ويفسد حديثه وكذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه ولما أن عمي صار يلقن فيتلقن حتى قال يحيى بن معين لو كان لي فرس ورمح لغزوت سويدا من شدة ما كان يذكر له عنه من المناكير قلت وقد خلط في هذا الإسناد وأخطأ فيه عن بن المبارك وإنما رواه بن المبارك عن بن المؤمل عن أبي الزبير كذلك رويناه في فوائد أبي بكر بن المقري من طريق صحيحة فجعله سويد عن أبي الموال عن بن المنكدر واغتر الحافظ شرف الدين الدمياطي بظاهر هذا الإسناد فحكم بأنه على رسم الصحيح لأن بن أبي الموال انفرد به البخاري وسويدا انفرد به مسلم وغفل عن أن مسلما إنما أخرج لسويد ما توبع عليه لا ما انفرد به فضلا عما خولف فيه وله طريق أخرى من حديث أبي الزبير عن جابر أخرجها الطبراني في الأوسط في ترجمة علي بن سعيد الرازي وله طريق أخرى من غير حديث جابر رواه الدارقطني والحاكم من طريق محمد بن حبيب الجارودي عن سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ماء زمزم لما شرب له فإن شربته تستشفى به شفاك الله الحديث قلت والجارودي صدوق إلا أن روايته شاذة فقد رواه حفاظ أصحاب بن عيينة والحميدي وابن أبي عمر وغيرهما عن بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قوله ومما يقوي رواية بن عيينة ما أخرجه الدينوري في المجالسة من طريق الحميدي

الصفحة 268