كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 2)

603 - حديث عائشة سافرت مع النبي صلى الله عليه و سلم فلما رجعت قال ما صنعت في سفرك قلت أتممت الذي قصرت وصمت الذي أفطرت قال أحسنت النسائي والدارقطني والبيهقي من حديث العلاء بن زهير عن عبد الرحمن بن الأسود عن عائشة أنها اعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من المدينة إلى مكة حتى إذا قدمت مكة قالت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أتممت وقصرت وأفطرت وصمت فقال أحسنت يا عائشة وما عاب علي وفي رواية الدارقطني عمرة في رمضان واستنكر ذلك فإنه صلى الله عليه و سلم لم يعتمر في رمضان وفيه اختلاف في اتصاله قال الدارقطني عبد الرحمن أدرك عائشة ودخل عليها وهو مراهق قلت وهو كما قال ففي تاريخ البخاري وغيره ما يشهد لذلك وقال أبو حاتم أدخل عليها وهو صغير ولم يسمع منها قلت وفي بن أبي شيبة والطحاوي ثبوت سماعه منها وفي رواية الدارقطني عن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشة قال أبو بكر النيسابوري من قال فيه عن أبيه فقد أخطأ واختلف قول الدارقطني فيه فقال في السنن إسناده حسن وقال في العلل المرسل أشبه وللدارقطني من طريق عطاء عن عائشة كان النبي صلى الله عليه و سلم يقصر في السفر وتتم ويفطر وتصوم وصحح إسناده ولفظ تتم وتصوم بالمثناة من فوق وقد استنكره أحمد وصحته بعيدة فإن عائشة كانت تتم وذكر عروة أنها تأولت كما تأول عثمان كما في الصحيح فلو كان عندها عن النبي صلى الله عليه و سلم رواية لم يقل عروة عنها أنها تأولت وقد ثبت في الصحيحين خلاف ذلك
604 - حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم ومن معه ومن المهاجرين لما حجوا قصروا بمكة وكان لهم بها أهل وعشيرة متفق عليه بغير هذا السياق عن أنس قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة قلت كم أقام بمكة قال عشرا قوله وروي أنه صلى الله عليه و سلم دخل مكة عام حجة الوداع يوم الأحد وخرج يوم الخميس إلى منى كل ذلك يقصر لم أر هذا في رواية مصرحة بذلك وإنما هذا مأخوذ من الاستقراء ففي الصحيحين عن جابر قدما صبح رابعة وفي الصحيحين أن الوقفة كانت الجمعة وإذا كان الرابع يوم الأحد كان التاسع يوم الجمعة بلا شك فثبت ان الخروج كان يوم الخميس وأما القصر فرواه أنس

الصفحة 44