كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 2)

فإنا قوم سفر حسنه الترمدي وعلي ضعيف وإنما حسن الترمذي حديثه لشواهده ولم يعتبر الاختلاف في المدة كما عرف من عادة المحدثين من اعتبارهم الاتفاق على الأسانيد دون السياق وأما رواية من قال فيه عشرين فرواها عبد بن حميد في مسنده ثنا عبد الرزاق أنبأ بن المبارك عن عاصم عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما افتتح مكة أقام عشرين يوما يقصر الصلاة
تنبيه روى النسائي وأبو داود وابن ماجة والبيهقي من حديث بن عباس أيضا أنه أقام خمسة عشر قال البيهقي أصح الروايات في ذلك رواية البخاري وهي رواية تسعة عشر وجمع إمام الحرمين والبيهقي بين الروايات السابقة باحتمال أن يكون في بعضها لم يعد يومي الدخول والخروج وهي رواية سبعة عشر وعدها في بعضها وهي رواية تسعة عشر وعد يوم الدخول ولم يعد الخروج وهي رواية ثمانية عشر قلت وهو جمع متين وتبقى رواية خمسة عشر شاذة لمخالفتها ورواية عشرين وهي صحيحة الإسناد إلا أنها شاذة أيضا اللهم إلا أن يحمل على جبر الكسر ورواية ثمانية عشر ليست بصحيحة من حيث الإسناد كما قدمناه ودعوى صاحب التهذيب أنها سالمة من الاختلاف أي على راويها وهو وجه من الترجيح يفيد لو كان راويها عمدة وقد ادعى البيهقي أن بن المبارك لم يختلف عليه في رواية تسعة عشر وفيه نظر لما أسلفناه من رواية عبد بن حميد فإنها من طريقه أيضا وهي أقام عشرين
608 - حديث بن عباس يا أهل مكة لا تقصروا في أقل من أربع برد من مكة إلى عسفان وإلى الطائف الدارقطني والبيهقي وليس في روايتهما ذكر الطائف وكذلك الطبراني وإسناده ضعيف فيه عبد الوهاب بن مجاهد وهو متروك رواه عنه إسماعيل بن عياش وروايته عن الحجازيين ضعيفة والصحيح عن بن عباس من قوله قال الشافعي انا سفيان عن عمرو عن عطاء عن بن عباس أنه سئل أنقصر ا لصلاة إلى عرفة قال لا ولكن إلى عسفان وإلى جدة وإلى الطائف وإسناده صحيح وذكره مالك في الموطأ عن بن عباس بلاغا
609 - حديث أن عمر منع أهل الذمة من الإقامة في أرض الحجاز وجوز للمجتازين بها الإقامة ثلاثة أيام مالك عن نافع عن أسلم عن عمر أنه أجلى اليهود من

الصفحة 46