كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 2)

قوله المشهور أنه لا جمع بالمرض والخوف والوحل إذ لم ينقل أنه صلى الله عليه و سلم جمع بهذه الأشياء مع حدوثها في عصره قلت يمكن أن يستفاد من قول بن عباس أراد أن لا يحرج أمته كما هو في الصحيح وكما تقدم للطبراني أراد التوسع على أمته فإن مقتضاه الجمع عند كل مشقة وقد أمر المستحاضة بالجمع وجمع بن عباس للشغل
قوله روي أنه صلى الله عليه و سلم جمع بالمدينة من غير خوف ولا سفر ولا مطر متفق عليه وهو في الموطأ دون قوله ولا مطر فتفرد بها مسلم واعلم أنه لم يقع مجموعا بالثلاثة في شيء من كتب الحديث بل المشهور من غير خوف ولا سفر وفي رواية من غير خوف ولا مطر وقد تقدم الكلام عليه
( 7 كتاب الجمعة )
620 - حديث من ترك الجمعة تهاونا بها طبع الله على قلبه أحمد والبزار وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم من حديث أبي الجعد الضمري وصححه بن السكن من هذا الوجه ولفظ بن حبان من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر فهو منافق وأبو الجعد قال الترمذي عن البخاري لا أعرف اسمه وكذا قال أبو حاتم وذكره الطبراني في الكنى من معجمه وقيل اسمه أذرع وقيل جنادة وقيل عمرو وبه جزم أبو أحمد ونقله عن خليفة وغيره وقال البخاري لا أعرف له إلا هذا وذكر له البزار حديثا أخر وقال لا نعلم له إلا هذين الحديثين وأورده بقي بن مخلد أيضا وفي الباب عن جابر بلفظ من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة طبع على قلبه رواه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة والحاكم وقال الدارقطني إنه أصح من حديث أبي الجعد واختلف في حديث أبي الجعد على أبي سلمة فقيل عنه هكذا وهو الصحيح وقيل عن أبي هريرة وهو وهم قاله الدارقطني في العلل وهو في الأوسط من طريق أبي معشر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقال تفرد به حسان بن إبراهيم عن أبي معشر ورواه أحمد والحاكم من حديث أبي قتادة وإسناده حسن إلا أنه اختلف فيه على أسيد بن أبي أسيد راويه عن عبد الله بن أبي قتادة فقيل عنه عن عبد الله عن أبيه وقيل عنه عن عبد الله عن جابر وصحح الدارقطني طريق جابر وعكس بن عبد البر وأبو نعيم في المعرفة من حديث أبي عبس بن جبر

الصفحة 52