كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 2)

هذا مفرقا وكل هذه الأشياء المنفية مأخذها بالاستقراء فلم يكن بالمدينة مكان يجمع فيه إلا مسجد المدينة وبهذا صرح الشافعي كما سيأتي مع أنه قد ورد في بعض ما يخالف ذلك وفي بعض ما يوافقه أحاديث ضعيفة يحتج بها الخصوم وليست بأضعف من أحاديث كثيرة احتج بها أصحابنا منها حديث علي لا جمعة ولا تشريق إلا في مصر ضعفه أحمد وحديث عبد الرحمن بن كعب في تجميع أسعد بن زرارة بهم في نقيع الخضمات سيأتي وحديث الترمذي من طريق رجل من أهل قباء عن أبيه وكان من الصحابة قال أمرنا النبي صلى الله عليه و سلم أن نشهد الجمعة من قباء فيه هذا المجهول ومن حديث أبي هريرة الجمعة على من أواه الليل إلى أهله ضعفه أحمد والترمذي وله شاهد من حديث أبي قلابة مرسل رواه البيهقي والأحاديث التي تقدمت في أول الباب فيها ما يؤخذ منه ذلك أيضا وروى البيهقي في المعرفة عن مغازي بن إسحاق وموسى بن عقبة أن النبي صلى الله عليه و سلم حين ركب من بني عمرو بن عوف في هجرته إلى المدينة مر على بني سالم وهي قرية بين قباء والمدينة فأدركته الجمعة فصلى فيهم الجمعة وكانت أول جمعة صلاها حين قدم ووصله بن سعد من طريق الواقدي بأسانيد له وفيه أنهم كانوا حينئذ مائة رجل وذكر عبد الرزاق في مصنفه عن بن جريج أنه صلى الله عليه و سلم جمع في سفر وخطب على قوس وروى عبد الرزاق أيضا أن عمر بن عبد العزيز كان متبديا بالسويداء في إمارته على الحجاز فحضرت الجمعة فهيئوا له مجلسا من البطحاء ثم أذن بالصلاة فخرج فخطب وصلى ركعتين وجهر وقال إن الإمام يجمع حيث كان وروى البيهقي في المعرفة من طريق جعفر بن برقان أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عدي بن عدي انظر كل قرية أهل قراء وليسوا بأهل عمود ينتقلون فأمر عليهم أميرا ثم مره فليجمع بهم وقال بن المنذر في الأوسط روينا عن بن عمر أنه كان يرى أهل المياه من مكة والمدينة يجمعون فلا يعيب ذلك عليهم ثم ساقه موصولا وروى سعيد بن منصور عن أبي هريرة أن عمر كتب إليهم أن جمعوا حيث ما كنتم قوله قال الشافعي ولا يجمع في مصر وإن عظم ولا في مساجد إلا في مسجد واحد وذلك لأن النبي صلى الله عليه و سلم والخلفاء بعده لم يفعلوا إلا كذلك انتهى وروى بن المنذر عن بن عمر أنه كان يقول لا جمعة إلا في المسجد الأكبر الذي يصلي فيه الإمام وروى أبو داود في المراسيل عن بكير بن الأشج أنه كان

الصفحة 54