كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 2)

بالمدينة تسعة مساجد مع مسجده صلى الله عليه و سلم يسمع أهلها تأذين بلال فيصلون في مساجدهم زاد يحيى بن يحيى في روايته ولم يكونوا يصلون في شيء من تلك المساجد إلا في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم أخرجه البيهقي في المعرفة ويشهد له صلاة أهل العوالي مع النبي صلى الله عليه و سلم الجمعة كما في الصحيح وصلاة أهل قباء معه كما رواه بن ماجة وابن خزيمة وأخرج الترمذي من طريق رجل من أهل قباء عن أبيه قال أمرنا النبي صلى الله عليه و سلم أن نشهد الجمعة من قباء وروى البيهقي أن أهل ذي الحليفة كانوا يجمعون بالمدينة قال ولم ينقل أنه أذن لأحد في إقامة الجمعة في شيء من مساجد المدينة ولا في القرى التي بقربها
تنبيه قول الرافعي والأصحاب ان الشافعي دخل بغداد وهي تقام بها جمعتان مردود بأن الجامع الآخر لم يكن حينئذ داخل سورها فقد قال الأثرم لأحمد أجمع جمعتين في مصر قال لا أعلم أحدا فعله وقال بن المنذر لم يختلف الناس أن الجمعة لم تكن تصلى في عهد النبي صلى الله عليه و سلم وفي عهد الخلفاء الراشدين إلا في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم وفي تعطيل الناس مساجدهم يوم الجمعة واجتماعهم في مسجد واحد أبين البيان بأن الجمعة خلاف سائر الصلوات وأنها لا تصلى إلا في مكان واحد وذكر الخطيب في تاريخ بغداد أن أول جمعة أحدثت في الإسلام في بلد مع قيام الجمعة القديمة في أيام المعتضد في دار الخلافة من غير بناء مسجد لإقامة الجمعة وسبب ذلك خشية الخلفاء على أنفسهم في المسجد العام وذلك في سنة ثمانين ومائتين ثم بنى في أيام المكتفي مسجد فجمعوا فيه وذكر بن عساكر في مقدمة تاريخ دمشق أن عمر كتب إلى أبي موسى وإلى عمرو بن العاص وإلى سعد بن أبي وقاص أن يتخذ مسجدا جامعا ومسجدا للقبائل فإذا كان يوم الجمعة انضموا إلى المسجد الجامع فشهدوا الجمعة وقال بن المنذر لا أعلم أحدا قال بتعداد الجمعة غير عطاء
622 - حديث جابر مضت السنة أن في كل أربعين فما فوقها جمعة الدارقطني والبيهقي من حديث عبد العزيز بن عبد الرحمن عن خصيف عن عطاء عنه بلفظ في كل ثلاثة إمام وفي كل أربعين فما فوق ذلك جمعة وأضحى وفطر وعبد العزيز قال أحمد اضرب على حديثه فإنها كذب أو موضوعة وقال النسائي ليس بثقة وقال الدارقطني منكر الحديث وقال بن حبان لا يجوز أن يحتج به وقال البيهقي هذا الحديث لا يحتج بمثله

الصفحة 55