كتاب تلخيص الحبير - ت: اليماني (اسم الجزء: 2)

النبي صلى الله عليه و سلم الجمعة قبل أن يهاجر ولم يستطع أن يجمع بمكة فكتب إلى مصعب بن عمير أما بعد فانظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور فاجمعوا نساءكم وأبناءكم فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة فتقربوا إلى الله بركعتين قال فهو أول من جمع حتى قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة فجمع عند الزوال من الظهر وأظهر ذلك
تنبيه حرة بني بياضة قرية على ميل من المدينة وبياضة بطن الأبصار ونقيع بالنون وخضمات بفتح الخاء المعجمة وكسر الضاد المعجمة موضع معروف وقد وردت عدة أحاديث تدل على الاكتفاء بأقل من أربعين منها حديث أم عبد الله الدوسية مرفوعا الجمعة واجبة على كل قرية فيها إمام وإن لم يكونوا إلا أربعة وفي رواية وإن لم يكونوا إلا ثلاثة رابعهم إمامهم رواه الدارقطني وابن عدي وضعفاه وهو منقطع أيضا قوله قال كثير من المفسرين في قوله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا إنها نزلت في الخطبة هذا رواه بن أبي شيبة وغيره عن مجاهد وقد روى الدارقطني من حديث أبي هريرة أنه قال نزلت في رفع الصوت وهم خلف النبي صلى الله عليه و سلم في الصلاة وفي إسناده عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف
626 - حديث أن الصحابة انفضوا عن النبي صلى الله عليه و سلم فلم يبق منهم إلا اثنا عشر رجلا وفيهم نزلت وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها الآية متفق عليه من حديث جابر وله ألفاظ وفي صحيح أبي عوانة أن جابرا قال كنت فيمن بقي ورواه الدارقطني بلفظ فلم يبق إلا أربعون رجلا وإسناده ضعيف تفرد به علي بن عاصم وخالف أصحاب حصين فيه وروى العقيلي في ترجمة أسد بن عمرو البجلي من حديث جابر أيضا وزاد فيه وكان الباقين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وأبو عبيدة أو عمار الشك من أسد بن عمرو وبلال وابن مسعود وهؤلاء أحد عشر رجلا وأشار العقيلي إلى أن هذا التعديد مدرج في الخبر قال ورواه هشيم وخالد بن عبد الله عن الشيخ الذي رواه عنه أسد بن عمرو فلم يذكرا ذلك قال وهؤلاء قوم يصلون بالحديث ما ليس منه فتفسد الرواية واستدل به على أن اعتبار الأربعين غير متعين لأن العدد المعتبر للابتداء معتبر في الدوام وأجيب بالمنع وباحتمال أنهم عادوا أو غيرهم فحضروا أركان الخطبة والصلاة وصرح مسلم في روايته أنهم انفضوا وهو

الصفحة 57