كتاب الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (اسم الجزء: 2)

هذا الحديث عن عَمرو ليس عن عُمر" (١).
ولَمَّا لم يُنازع مالكٌ في ولد عثمان، وخُولف في راوي هذا الحديث منهم مَن شكّ فقال مرة: "عن عُمر أو عَمرو"، وهكذا في رواية ابنِ بكير عنه (٢).
ثم رجع (٣) بأخرَة فقال: "عَمرو"، تابع الجماعةَ؛ هكذا ثبت في الموطأ في رواية يحيى بن يحيى صاحبِنا، وابنِ القاسم، وسماعُهُما متأخِّرٌ (٤).
---------------
(١) لم أجد هذا النص في القطعة المطبوعة من التمييز، ولعله في الجزء المفقود.
وانظر: علوم الحديث لابن الصلاح (ص: ٧٣)، التقييد والإيضاح (ص: ٨٨).
وقال الشافعي: "صحّف مالك في عمر بن عثمان، إنما هو عمرو بن عثمان". آداب الشافعي لابن أبي حاتم (ص: ٢٢٤)، علوم الحديث للحاكم (ص: ١٥٠).
وقال أبو زرعة الرازي: "الرواة يقولون: عَمرو، ومالك يقول: عُمر، قال أبو محمد: أما الرواة الذين قالوا: عمرو بن عثمان، فسفيان بن عيينة، ويونس بن يزيد عن الزهري". علل الحديث (٢/ ٥٠).
وقال الترمذي: "وحديث مالك وهم، وهم فيه مالك، وقد رواه بعضهم عن مالك فقال: عن عمرو بن عثمان، وأكثر أصحاب مالك قالوا عن مالك عن عمر بن عثمان، وعمرو بن عثمان بن عفان هو مشهور من ولد عثمان، ولا يعرف عمر بن عثمان". السنن (٤/ ٣٦٩).
وقول الترمذي: "لا يُعرف" أي بالرواية؛ لما تقدّم من كلام الإمام مسلم أنَّ كليهما معروف، وأنَّهما من ولد عثمان بن عفان رضي الله عنه، أي معروفي النسب.
(٢) موطأ ابن بكير (ل: ٩٢/ ب -نسخة السليمانية-) وكذا في نسخة الظاهرية (ل: ٨٣/ ب).
(٣) يعني الإمام مالكًا.
(٤) انظر الموطأ برواية:
- يحيى الليثي نسخة المحمودية (أ) (ل: ٨٢/ ب) وفي حاشيتها ما نصه: "رواية يحيى: عمرو، واختلف فيه على مالك"، ونسخة المحمودية (ب) (ل: ١٢٢/ أ)، وفي هامشها: "لا خلاف عن يحيى في روايته عن عَمرو، وقد اختلف فيه عن مالك، فقيل كما قال يحيى، وقيل عنه أيضًا: عن عمر، وقيل عنه: عمرو أو عمر، قاله الفقيه الشاطبي رحمه الله". وكذا وقع: عن عمرو في نسخة شستربتي (ل: ٥١/ أ).

الصفحة 19