كتاب الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (اسم الجزء: 2)

وكان يُدعى زيد بن محمّد حتى أنزل الله سبحانه: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} (١)، وأنزل الله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} (٢).
وسئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: مَن أحبُّ الناس إليك؟ فقال: "مَن أنْعَمَ الله عليه وأنْعَمْتُ عليه" يعني زيدًا (٣).
---------------
(١) سورة: الأحزاب، الآية: (٤٠).
وهو قول قتادة وعلي بن الحسين، وعزاه السيوطي لابن عباس. انظر: الطبقات الكبرى (٣/ ٣١)، تفسير الطبري (١٠/ ٣٠٥) (رقم: ٢٨٥٢٩، ٢٨٥٣٠)، الدر المنثور (٦/ ٦١٧).
(٢) سورة: الأحزاب الآية: (٥).
أخرج البخاري في صحيحه كتاب: التفسير، باب: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} (٨/ ٣٧٧) (رقم: ٤٧٨٢) عن ابن عمر رضي الله عنه: أن زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}.
(٣) لم أجده باللفظ المذكور أعني أن المعني بالحديث هو زيد بن حارثة، وإنما ورد منصوصًا على ابنه أسامة بن زيد.
أخرج الترمذي في سننه كتاب: المناقب، باب: مناقب أسامة بن زيد (٥/ ٦٣٦) (رقم: ٣٨١٩)، وابن أبي خيثمة في التاريخ (رقم: ٢ - رسالة الحمدان-)، و (٣/ ل: ١١٩/ أ)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٤١٧، ٣/ ٥٩٦)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٥/ ٣٢٣) (رقم: ٥٢٩٨، ٥٢٩٩)، والطبرانى في المعجم الكبير (١/ ١٥٨) (رقم: ٣٦٩) من طرق عن أبي عوانة وهو الوضاح اليشكري عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أسامة بن زيد قال: "كنت جالسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء علي والعباس يستأذنان فقالا: يا أسامة استأذن لنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقلت: يا رسول الله عليّ والعباس يستأذنان. فقال: أتدري ما جاء بهما؟ قلت: لا أدري. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لكني أدري. فأذن لهما فدخلا فقالا: يا رسول الله جئناك نسألك أيّ أهلك أحب إليك؟ فقال: فاطمة بنت محمد. فقالا: ما جئناك نسألك عن أهلك. قال: أحب أهلي إلي من قد أنعم الله عليه وأنعمت عليه أسامة بن زيد. قالا: ثم من؟ قال: ثم علي بن أبي طالب. قال العباس: يا رسول الله جعلت عمّك آخرهم؟ قال: لأن عليّا قد سبقك بالهجرة". لفظ الترمذي، وبعضهم اختصر الحديث. =

الصفحة 27