كتاب الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (اسم الجزء: 2)

وخَرَّج النسائي من طريق سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن سعد أنَّه أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إنّ أمِّي ماتت وعليها نَذْرٌ، أفيجزِئُ عنها أنْ أعتِقَ عنها؟ " قال: "اعْتِقْ عن أمِّك" (١). والنَّذرُ في حديثِ الموطأ مطلقٌ ليس فيه ذكرُ العِتق (٢).
---------------
= وخالفهما: الوليد بن مزيد فرواه عن الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال: "استفتى سعد ... "، الحديث، أخرجه النسائي في السنن (٦/ ٢٥٣)، وفي الكبرى (٤/ ١١١) (رقم: ٦٤٨٦).
وأخرجه النسائي أيضًا فِي السنن (٦/ ٢٥٣)، وفي الكبرى (٤/ ١١٠) (رقم: ٦٤٨٣)، وأحمد في المسند (٥/ ٢٨٥) من طريق سليمان بن كثير عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن سعد.
واختلف على ابن عيينة، فأخرجه من طريقه مسلم كما سبق كرواية الجماعة أعني أنه من مسند ابن عباس.
وأخرجه النسائي فِي السنن (٦/ ٢٥٤)، وفي الكبرى (٤/ ١١١) (رقم: ٦٤٨٨)، وابن الجارود في المنتقى (٣/ ٢١٢) (رقم: ٩٤٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٠/ ٢٣٧) من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد بن المقرئ.
والحاكم في المستدرك (٣/ ٢٥٤) من طريِق محمد بن عيسى المدائني كلاهما عن سفيان -جعله من مسند سعد-.
والراجح أنَّ الحديث لسعد ابتداء؛ لأنَّ ابن عباس لم يحضر القصة، كانت سنة خمس وكان بمكة مع أبويه، فتكون روايته للحديث دون واسطة من باب مرسل الصحابي، ويحتمل أن من قال: عن سعد لم يقصد الرواية، وإنما أراد عن قصة سعد فتتحد الروايتان.
انظر: طبقات ابن سعد (٣/ ٤٦١)، الفتح (٥/ ٤٥٣، ٤٥٨).
تنبيه: قال ابن عبد البر: "ليس عن مالك ولا عن ابن شهاب اختلاف في إسناد هذا الحديث - فيما علمت-). في التمهيد (٩/ ٢٤).
كذا قال رحمه الله، والاختلاف كائن، وعدم العلم بالشيء لا يستلزم عدم وجوده والله أعلم.
(١) السنن (٦/ ٢٥٣)، السنن الكبرى (٤/ ١١٠) (رقم: ٦٤٨٣)، مسند أحمد (٥/ ٢٨٥).
(٢) فرواية سليمان بن كثير مبيّنة للإطلاق في حديث مالك.
وانظر: التمهيد (٩/ ٢٩ - ٣٢)، الفتح (٥/ ٤٥٨).

الصفحة 530