كتاب الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (اسم الجزء: 2)

ورواه ابن أبي شيبة، عن ابن عيينة، عن الزهري فقال فيه: ابن عباس، عن ميمونة، وهي خالته. خَرَّجه مسلم (١).
---------------
= - وجويرية كما في التمهيد (٩/ ٤٩).
وقال ابن عبد البر: "والصحيح فيه اتصاله وإسناده". التمهيد (٩/ ٤٩).
وأما محمد بن حارث الخشني فعدّه من أوهام يحيى الليثى، فقال: "أسنده يحيى والحديث مرسلًا (كذا) ليس فيه ابن عباس". أخبار الفقهاء والمحدّثين (ص: ٣٥٦).
قلت: ولم ينفرد يحيى بإيصاله كما تقدّم، ووصله صحيح، فلعل مالكًا كان يوصله مرة، ويرسله أخرى، والله أعلم.
تنبيه: قال محققا رواية أبي مصعب في حاشيتهما على الحديث (٢/ ٢٠٣) (رقم: ٢١٧٩): "هكذا ورد هذا الإسناد في النسخة الخطية مرسلًا، ولعله سهو من الناسخ، فقد ورد الحديث من طريق مالك، عن ابن شهاب، عن عُببد الله بن عبد الله بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أخرجه يحيى في روايته ... ".
قلت: لا سهو على الناسخ، وموطأ مالك بكل رواياته لا يصحح بالنظر إلى الروايات الأخرى، لأنّ الرواة يختلفون على الشيخ، وأبو مصعب ممّن روى هذا الحديث عن مالك مرسلًا، كما تقدّم في النسخ الخطية من روايته، وإحداهما ممّا اعتمد عليها المحققان، وناسخها أثبت في هامشها الفرق بين رواية أبي مصعب ويحيى الليثى فقال: "زاد يحيى عن عبد الله بن عباس"، فالناسخ عالم بالفرق ولم يقع منه سهو، ثم إنَّ أبا مصعب لم ينفرد بالإرسال، بل تابعه غيره.
(١) صحيح مسلم (١/ ٢٧٦) (رقم: ٣٦٣) من طريق أبى بكر بن أبي شيبة عن ابن عيينة به.
وهذا الوجه الأول من الرواية عن ابن عيينة (جعله من مسند ميمونة)، وقد تابع ابنَ أبي شيبة جماعةٌ:
- الإمام أحمد في مسنده (٦/ ٣٢٩).
- والحميدي في مسنده (١/ ١٥٠) (رقم: ٣١٥)، وقال: "وكان سفيان ربما لم يذكر فيه: ميمونة، فإذا وُقّف عليه قال فيه: ميمونة".
وأخرجه من طريق الحميدي: الطبراني في المعجم الكبير (٢٣/ ٤٢٧) (رقم: ١٠٣٦)، وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٢٦٠).
- ومحمد بن أبي عمر العدني، عند مسلم في صحيحه (١/ ٢٧٦) (رقم: ٣٦٣). =

الصفحة 533