كتاب الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (اسم الجزء: 2)

وخَرَّج الترمذي عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الوضوءُ مما مَسَّتِ النّارُ ولو من ثَوْرِ أَقِط (١) " قال: فقال له ابنُ عبّاس: "أتوضّأ من الدُّهْنِ؟ ! أتوضّأ من الحَمِيم؟ ! ". قال: فقال أبو هريرة: "يا ابنَ أخي إذا سمعتَ حديثًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا تضرِبْ له مثلًا" (٢).
وخَرَّج الترمذي أيضا في أبواب الأطعمة عن عِكْراش بنِ ذؤَيب في
---------------
(١) أي قطعة أَقِط، وهو لبن جامد مستحجر. انظر: مشارق الأنوار (١/ ١٣٥)، النهاية (١/ ٢٢٨).
(٢) سنن الترمدي كتاب: الطهارة، باب: ما جاء في الوضوء مما غيّرت النار (١/ ١١٤) (رقم: ٧٩). وأخرجه ابن ماجه فِي السنن كتاب: الطهارة، باب: الوضوء مما غيّرت النار (١/ ١٦٣) (رقم: ٤٨٥)، وأحمد في المسند (٢/ ٥٠٣)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٦٣)، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ١٦٠) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلهة به.
قلت: وسنده حسن؛ لأجل محمد بن عمرو بن علقمة، صدوق له أوهام كما في التقريب (رقم: ٦١٨٨).
ومع ذلك فقد توبع، تابعه:
- الزهري عند الطحاوي فِي شرح المعاني (١/ ٦٣).
- ويحيى بن أبي كثير عند الطبراني في المعجم الأوسط (١/ ٢٢٠) (رقم: ٧٢٢)، (٢/ ٣٥٣) (رقم: ٢٢٠٩).
وللحديث شاهد عند أحمد في المسند (١/ ٣٦٦)، وعبد الرزاق في المصنف (١/ ١٦٥) (رقم: ٦٤٢)، وأبي يعلى في المسند (٣/ ١٦٥) (رقم: ٢٧٢٥)، والطبراني في المعجم الكبير (١٠/ ٣١١) (رقم: ١٠٧٥٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (١٥٧/ ١) من طرق عن ابن جريج عن سليمان بن يسار عن ابن عباس بنحو هذه القصة.
وسنده صحيح، وصرح ابن جريج بالسماع عند أحمد وعبد الرزاق والطبراني.
وحديث الباب ناسخ لحديث أبي هريرة وما في معناه، وكان هذا الخلاف في صدر الأمة قائمًا كما جرى لأبي هريرة وابن عباس، ثم أجمعت الأمة بعدهم على ترك الوضوء مما مسّت النار وأنه مما نسخ. انظر: السنن الكبرى (١/ ١٥٣ - ١٥٨)، معرفة السنن (١/ ٢٤٩)، التمهيد (٣/ ٣٢٩ - ٣٥٤)، المحلى (١/ ٢٢٦)، بداية المجتهد (١/ ٥٦)، المغني (١/ ٢٥٤)، الاعتبار في الناسخ والمنسوخ (ص: ١٥٦ - ١٦٥)، الفتح (١/ ٣٧٢).

الصفحة 538