كتاب الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (اسم الجزء: 2)

ومن النَّاس من ذهَبَ إلى أنَّ معنى الوضوء ممّا مسّت النار غَسلُ اليَدِ (١)، لِحديث سَلمان قال: قرأتُ في التوراة أنَّ بركَةَ الطعامِ الوضوءُ بعده، فذكرتُ ذلك للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: "بركةُ الطعام الوضوءُ قبلَه والوضوءُ بعده". خَرَّجه الترمذي وغيره (٢).
---------------
= وقال ابن القطان: "لا تُعرف حاله". بيان الوهم (٤/ ٥٨٤).
واتّهمه العباس بن عبد العظيم بوضع هذا الحديث. نقولات من الضعفاء للساجي (ص: ١٦١)، تهذيب التهذيب (٧/ ٣٤).
قلت: وقد توبع العلاء بن الفضل، أخرجه الدارقطني في تعليقاته على المجروحين (ص: ٢٠٧) من طريق محمد بن سليمان المالكي ثنا أبو الحجاج النضر بن طاهر عن عبيد الله بن عكراش به.
قلت: والنضر بن طاهر قال عنه ابن عدي: "ضعيف جدا، يسرق الحديث، ويحدّث عمن لم يرهم ولا يحمل سنّه أن يراهم ... والنضر بن طاهر معروف بأنه يثب على حديث الناس ويسرقه ويروي عمن لم يلحقهم والضعف على حديثه بيّن". الكامل (٧/ ٢٧، ٢٩).
فلعله سرق الحديث من العلاء بن الفضل، ولا يفرح بمتابعته له، فالحديث على كل حال واه.
(١) وهو ظاهر قول الشافعي كما في السنن الكبرى للبيهقي (١/ ١٥٥)، ومعرفة السنن (١/ ٢٥١).
(٢) السنن كتاب: الأطعمة، باب: ما جاء في الوضوء قبل الطعام وبعده (٤/ ٢٤٨) (رقم: ١٧٤٦).
وأخرجه أبو داود في السنن كتاب: الأطعمة، باب: في غسل اليد قبل الطعام (٤/ ١٣٦) (رقم: ٣٧٦)، وأحمد فِي المسند (٥/ ٤٤١)، والطيالسي في المسند (ص: ٩١)، والبزار في المسند (٦/ ٤٨٦، ٤٨٨) (رقم: ٢٥١٩، ٢٥٢٠)، والحاكم في المستدرك (٣/ ٦٠٤)، (٤/ ١٠٦)، والطبراني في المعجم الكبير (٦/ ٢٣٨) (رقم: ٦٠٩٦)، وتمام في الفوائد (٣/ ١٧٣) (رقم: ٩١٤)، والدارقطني في الأفراد (ل: ١٤٠ / ب- أطرافه-)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٤٥)، وأبو بكر الشافعي فِي الغيلانيات (٢/ ٨٩) (رقم: ٤٧٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ٢٧٥)، وفي شعب الإيمان (١١/ ٣٦١) (رقم: ٥٤٢١)، والبغوي في شرح السنة (٦/ ٦٦) (رقم: ٨٢٧) من طرق عن قيس بن الربيع، عن أبي هاشم الرمّاني، عن زاذان، عن سلمان به.
وقال الترمذي: "لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث قيس بن الربيع، وقيس بن الربيع يضعّف في الحديث".
وقال أبو داود: "وهو ضعيف". =

الصفحة 540