كتاب البدر التمام شرح بلوغ المرام (اسم الجزء: 2)

باب نواقض الوُضُوء
60 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال:
"كان أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عهده ينتظرون العِشَاءَ حتى تخفُقَ رؤوسُهم، ثم يُصلُّونَ ولا يتوضؤون". أخرجه أبو داود، وصححه الدارقطني، وأصله في مسلم (¬1).
وأخرج الترمذي من (أ) حديث شعبة: "لقد رأيتُ أصحابَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يوقَظُونَ للصلاة حتى إني لأسمع لأحدهم غطيطًا، ثم يقومون فيصلون ولا يتوضؤون".
قال ابنُ المبارك: "هذا عندنا وهم جلوس" (¬2).
قال البيهقي (¬3): وعلى هذا حَمَلَهُ عبد الرحمن بن مهدي والشافعي.
وقال ابنُ القَطَّان: هذا الحديثُ سياقُهُ في مسلم يحتمل أن يُنَزَّل على نومِ الجالس وعلى ذلك نَزَّلَه أكثُر الناس، لكن فيه زيادة على ذلك رواها يحيى القطان عن شعبة عن قتادة عن أنس، قال:
¬__________
(أ) في جـ: في.
__________
(¬1) أخرجه أبو داود كتاب الطهارة باب في الوضوء من النوم 1/ 137 ح 200 بلفظ: "على عهده"، مسلم الحيض باب الدليل على أن نَوْمَ الجالس لا ينقض الوضوء 1/ 284 ح 125 - 376 م، الدارقطني نحوه باب ما رُوي في النوم قاعدا لا ينقض الوضوء 1/ 131، والبيهقي كتاب الطهارة باب ترك الوُضُوء من النوم 1/ 19، والترمذي بمعناه الطهارة باب ما جاء في الوضوء من النوم 1/ 113 ح 78.
(¬2) قلتُ: بهذا اللفظ عند الدارقطني إلا قوله: "ثم يقومون"، وليس في سنن الترمذي بهذا اللفظ، ولفظ الترمذي: "كان أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينامون ثم يقومون فيصلون ولا يتوضؤون". الدارقطني 1/ 131، والترمذي 1/ 113 ح 78، التحفة 1/ 331.
(¬3) سنن البيهقي 1/ 120.

الصفحة 5