كتاب العرش للذهبي (اسم الجزء: 2)

اتصل، واستوى القمر: امتلأ، واستوى زيد وعمرو: تشابها، واستوى إلى السماء: أقبل. هذا الذي نعرف من كلام العرب"1.
__________
1 انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (3/399-400) .
والعلو للذهبي (ص155) ، والأربعين في صفات رب العالمين (ص37) برقم (5) .
واجتماع الجيوش الإسلامية (ص264-265) .
التعليق: قال ابن القيم رحمه الله: "إن لفظ (الاستواء) في كلام العرب الذي خاطبنا الله بلغتهم، وأنزل به كلامه نوعان: مطلق، ومقيد.
أ- فالمطلق: ما لم يوصل معناه بحرف مثل قوله تعالى: {وَلَمَابَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} الآية 14 من سورة القصص. وهذا معناه: كمل وتم، يقال استوى النبات، واستوى الطعام.
ب – وأما المقيد فثلاثة أضرب:
أحدها: مقيد بإلى كقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} الآية (29) من سورة البقرة، واستوى فلان إلى السطخ وإلى الغرفة، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى المعدى بإلى في موضعين من كتابه:
الأول: في سورة البقرة في قوله: {هُوَ اَلّذِيِ خَلَقَ لَكُم مَا ِفي اَلأرضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} .
الثاني: في سورة فصلت (الآية11) {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} وهذا بمعنى العلو والارتفاع بإجماع السلف.
والثاني: المقيد بعلى، كقوله تعالى: {لِتَسْتَوا عَلَى ظُهُورِهِ} (الآية13 من سورة الزخرف) ، وقوله: {وَاسْتَوَت عَلَى الجُودِيّ} (الآية 44 من سورة هود) ، وقوله: {فَاسْتَوَى، عَلَى سُوقِهِ} (الآية29 من سورة الفتح) وهذا أيضاً معناه العلو والارتفاع والاعتدال بإجماع أهل اللغة.
الثالث: المقرون بواو "مع" التي تعدي الفعل إلى المفعول معه، نحو استوى الماء والخشبة، بمعنى ساواها.
وهذه معاني الاستواء المعقولة في كلامهم". انظر مختصر الصواعق المرسلة (2/126-127) .

الصفحة 13