كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل (اسم الجزء: 5)

وأنهم (¬1) كتبوا: ألموءدة (¬2) بواو واحدة (¬3)، وهى الأولى الساكنة، الواقعة قبل الهمزة، لثلاث معان:
أحدها: كونها من نفس الكلمة، وكون الثانية زائدة (¬4) فيها جامدة والأصل أولى بالإثبات (¬5).
والثاني: أن ضمة (¬6) الهمزة الواقعة بينهما، تدل على الواو الثانية، إذا حذفت من الرسم، ولا شيء في الكلمة يدل على الواو الأولى، إذا حذفت، فلزم رسمها دون الثانية، إذا وجب حذف صورة أحدهما (¬7).
والثالث: أن من العرب من إذا سهّل (¬8) الهمزة في ذلك أسقطها، والواو التي بعدها، طلبا للخفة (¬9)، فيقول: «المودة» على لفظ «الجوزة»
¬__________
(¬1) سقطت من: هـ.
(¬2) في هـ: «تقديم وتأخير».
(¬3) أصلها ثلاث واوات الواو الأولى الساكنة، والواو التي هي صورة للهمزة والواو التي زيدت لبناء اسم المفعول، ورسمت بواو واحدة كراهة اجتماع الأمثال.
انظر: نثر المرجان 8/ 668.
(¬4) لأن الواو الأولى تقابل فاء الكلمة والثانية زائدة مدية لبناء صيغة اسم المفعول، ولا يقرعها اللسان وهو المسمى بالجامد، أو الساكن الميت.
(¬5) بعضها أثبت في الهامش.
(¬6) في ب: «ضم».
(¬7) في ب، ج، ق: «إحداهما».
(¬8) المراد به مطلق التغيير، والتخفيف.
(¬9) ذكر أبو عمرو الداني هذه التوجيهات الثلاث، لاختياره رسم الأولى وحذف الثانية، واختاره أبو داود في أصول الضبط، فقال: «وهو الذي أختار، وبه أنقط، واختاره التجيبي وزاد وجها آخر

الصفحة 1272