كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل (اسم الجزء: 5)

وكتبوا في جميع المصاحف: كالوهم أو وّزنوهم بغير ألف بعد الواو، في الكلمتين (¬1)، ومعناه: «كالوا لهم، أو وزنوا لهم»، فحذفت اللام (¬2) وأوقع الفعل على: هم وصار حرفا واحدا (¬3)، والعرب تقول: «قد كلتك طعاما كثيرا، ووزنتك مالا عظيما» بمعنى: كلت لك، ووزنت لك.
ثم قال تعالى: يوم يفوم النّاس لربّ العلمين (¬4) إلى قوله: لّلمكذّبين، رأس العشر الأول (¬5)، وهجاؤه مذكور (¬6).
¬__________
(¬1) رواه أبو عمرو عن أبي عبيد القاسم موصولين من غير ألف بعد الواو.
انظر: المقنع ص 77 فتح المنان 122.
(¬2) في ب، ج: «الألف» وفي ق في المتن: «للألف» وفي الهامش: «اللام» وكلاهما حذف.
(¬3) أي متصلين حكما كلمة واحدة، لأنهم لم يكتبوا بعد الواو ألفا، فعدمه يدل على الوصل، وتكون:
«هم» في موضع نصب مفعولا به.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: والاختيار أن يكونا كلمة واحدة من جهتين: إحداهما: الخط، وذلك أنهم كتبوهما بغير ألف، ولو كانتا مقطوعتين لكانتا «كالوا» و «وزنوا» بالألف، والأخرى أنه يقال:
«كلتك ووزنتك» بمعنى كلت لك، ووزنت لك، وهو كلام عربي» واحتج له الفراء من كلام أهل الحجاز، ومن جاورهم من قيس.
وقال عيسى بن عمر: الهاء والميم في موضع رفع» والراجح الأول لعدم رسم الألف. قال أبو جعفر النحاس: «والصواب أن الهاء والميم، في موضع نصب، لأنه في السواد بغير ألف ونسق الكلام يدل على ذلك» واختاره الزجاج، وحسّنه ابن كثير.
انظر: الجامع 19/ 252 إعراب النحاس 5/ 174 معاني الزجاج 5/ 298 المنح الفكرية 72 معاني الفراء 3/ 245 البيان للأنباري 2/ 500 ابن كثير 4/ 516.
(¬4) الآية 6 المطففين.
(¬5) رأس الآية 10 المطففين، وهي ساقطة من: هـ.
(¬6) تقديم، وتأخير في ب، ج، ق، هـ، وبعدها في ق: «كله».

الصفحة 1278