كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل (اسم الجزء: 2)

تكرار (¬1) لفظ (¬2): الرّحمن الرّحيم في آيتين متجاورتين في أول السورة (¬3) إذ هو عند بعضهم على التقديم (¬4) والتأخير (¬5)، فمن ادّعى ذلك بقياس (¬6)، أو بحديث غير معارض، فعليه الدليل (¬7)، ولن (¬8) يجد [إلى ذلك (¬9)
¬__________
(¬1) في أ، هـ: «تكرير» وما أثبت من: ب، ج، ق.
(¬2) سقطت من أ، وألحقت في حاشيتها.
(¬3) ولقد أبطل هذه الحجة كثير من العلماء، فقال الرازي: «إن التكرار لأجل التأكيد كثير في القرآن، وتأكيد كون الله تعالى رحمانا رحيما من أعظم المهمات».
وقال أبو حيان: «تنبيه على قدر هاتين الصفتين وتأكيد أمرهما».
وقال ابن جرير الطبري: «لا توجد في القرآن كلمة زائدة لغير معنى مقصود».
أقول: إن هذه الحجة عليه، لا له، إن التكرار بلفظ واحد ورسم واحد، هو الذي يثبت أنها من القرآن، ونظيره قوله تعالى: فبأى ءالاء ربكما تكذبان في الرحمن، وقوله تعالى: ويل يومئذ للمكذبين في المرسلات.
انظر: مفاتيح الغيب 1/ 205، البحر 1/ 29، أحكام القرآن للجصاص 1/ 12.
(¬4) في ب: «التقدير» وهو تصحيف.
(¬5) وتقديره عندهم: «الحمد لله، الرحمن الرحيم، رب العالمين» وقد قال بذلك ابن جرير الطبري، وتبعه مكي بن أبي طالب، وعلل ذلك بقوله: «لأن مجاورة الرحمة بالحمد أولى، ومجاورة الملك بالملك أولى، والتقديم والتأخير كثير في القرآن وذكره الطبري عن جماعة من أهل التأويل.
وقد رد أبو حيان على مكي، ومن قال بقوله، فقال: «وكلام مكي مدخول من غير وجه، والترتيب القرآني جاء في غاية الفصاحة، لأنه تعالى وصف نفسه بصفة الربوبية، وصفة الرحمة، ثم ذكر شيئين، أحدهما: ملكه يوم الجزاء، والثاني: العبادة، فكان الأول للأول، والثاني للثاني».
انظر: جامع البيان 1/ 64، البحر المحيط 1/ 29، ملاك التأويل للغرناطي 1/ 22.
(¬6) في ب: «يقيس» وهو تصحيف.
(¬7) في ق: «بالدليل».
(¬8) في ب: «ولم».
(¬9) في ج: «يسلك» وهو تصحيف.

الصفحة 19