كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل (اسم الجزء: 3)
ونزلت (¬1) كلها جملة واحدة (¬2) من سماء الدنيا على النبي صلى الله عليه وسلّم ومعها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح لله عز وجل (¬3).
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله الذى خلق السّموت والأرض إلى قوله: معرضين، رأس الخمس الأول (¬4)، وفيه من الهجاء: فضى أجلا بياء بعد الضاد، ومّسمّى
¬__________
(¬1) سقطت من أ، وأدرجت بعد قوله: «واحدة».
(¬2) سقطت من: هـ.
(¬3) الحديث أخرجه أبو عبيد والطبراني، وابن الضريس عن ابن عباس رضي الله عنهما وذكره السيوطي ابن كثير، والحديث بمعناه في مجمع الزوائد وكنز العمال. وروى ذلك عن عدد من الصحابة والتابعين مثل عبد الله بن مسعود وأسماء بنت يزيد وابن عمر، وأنس بن مالك، وأبي بن كعب، وعلي بن أبي طالب، ومجاهد، وغيرهم وضعف الألوسي الأخبار الواردة في نزولها جملة واحدة، واستدل له بفتوى ان الصلاح فقال: «ويؤيد ما أشرنا إليه من ضعف الأخبار بالنزول جملة واحدة ما قاله ابن الصلاح، في فتاويه: «الحديث الوارد في أنها نزلت جملة واحدة رويناه من طريق أبي بن كعب ولم نر له سندا صحيحا، وقد روي ما يخالفه».
وأخرج الحاكم والبيهقي نحوه من حديث جابر، قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم، قال الذهبي:
فيه انقطاع وأظنه موضوعا»، وحديث ابن عباس قال فيه الغامدي: «وبهذا يصبح السند ضعيفا».
ودفع كل هذا رشيد رضا، ورجح أنها نزلت جملة واحدة وصححه الشيخ ابن عاشور فقال: «واعلم أن نزول هذه السورة جملة واحدة على الصحيح» وكثرة الأخبار تدل على ذلك قال السيوطي: «فهذه
شواهد يقوي بعضها بعضا» والله أعلم.
انظر: الإتقان 1/ 107، 109، فضائل القرآن 157، الدر المنثور 3/ 2، ابن كثير 2/ 126، جمال القراء 1/ 7 التحرير 7/ 123، المنار 7/ 284، روح المعاني 7/ 76، المستدرك 2/ 315، دلائل النبوة 7/ 114، تفسير الوسيط 7.
(¬4) رأس الآية 5 الأنعام.
الصفحة 468
1515