كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل (اسم الجزء: 2)

خالفهم فى الهجاء (¬1) من سائر المصاحف الموجهة (¬2) إليهم، بنسخة من تلك النسخ (¬3)، وإن كانوا قد اختلفوا في السؤال لاختلاف طبائعهم، إلا أنهم اتفقوا في معنى ما ذكرته، أو أكثره (¬4) فأجبتهم إلى ذلك ابتغاء ما وعد الله عز وجل على لسان (¬5) نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من جزيل (¬6) الثواب في غير ما حديث (¬7)، وخوف
¬__________
(¬1) في ب: «الهجاء».
(¬2) في هـ: «الموجه».
(¬3) في ب: «بنسختين تلك النساخ» فيه تصحيف ونقص.
(¬4) في ب: «كثرة».
(¬5) في ب: «أثر».
(¬6) وقع عليها تصحيف في: ب.
(¬7) في ب: «محديث» وهو تصحيف.
بلغت الأحاديث في فضل نشر العلم والتعليم وبثه بين الناس، في كتب السنة، حد الكثرة، ومنها ما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث:
صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» صحيح مسلم رقم 1631 ج 3 ص 1255 كتاب الوصية وشرح النووي 10/ 85 باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته. قال القاضي عياض: إن عمل الميت منقطع بموته، لكن هذه الأشياء لما كان هو سببها ... من اكتسابه الولد، وبثه العلم عند من حمله عنه أو إيداعه تأليفا بقي بعده، وإيقافه هذه الصدقة بقيت له أجورها ما بقيت ووجدت، ونقله النووي عن العلماء. وذكر القاضي تاج الدين السبكي أن حمل العلم المذكور على التأليف أقوى لأنه أطول مدة، وأبقى على ممر الزمن. وقال الأخنائي: «وعلم ينتفع به وهو ما خلفه من تعليم أو تصنيف ورواية، وربما دخل في ذلك نسخ كتب العلم، وتسطيرها، وضبطها، ومقابلتها، وتحريرها.
انظر: سنن النسائي ومعه زهر الربى على المجتبى للسيوطي 6/ 210، صحيح مسلم 4/ 2060 رقم 2674 كتاب العلم، فتح الباري لابن حجر 1/ 175 باب فضل من علم وعلم، مسند أحمد 2/ 272، 16، 3، 350، سنن الدارمي كتاب الوصايا 1/ 94 - 100، الحاكم 1/ 91 - 100، سنن ابن ماجة 1/ 88 رقم 242، 243، 141 باب ثواب معلم الناس الخير، الترمذي في الأحكام 1376، وعن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر».
رواه الطبراني في الكبير، مجمع الزوائد للهيثمي 1/ 166.

الصفحة 8