كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل (اسم الجزء: 3)

وسائر ذلك مذكور (¬1).
ثم قال تعالى: وأمّا من امن وعمل صلحا فله جزآء الحسنى (¬2) إلى قوله: سدّا، رأس التسعين آية (¬3)، وفي هذا الخمس من الهجاء: فله جزآء الحسنى كتبوه في بعض المصاحف بألف بعد الزاي، لا غير: جزآء، وكذا رسمه الغازي وحكم، وعطاء (¬4)، وكتبوا (¬5) في بعضها: جزؤا الحسنى بواو (¬6)، بعدها (¬7) ألف تقوية للهمزة لخفائها، دون ألف قبلها، استغناء بفتحة الزاي عنها، على الاختصار، بالأول أكتب (¬8) لما قدمناه في المائدة (¬9).
¬__________
(¬1) بعدها في هـ: «كله».
(¬2) من الآية 86 الكهف.
(¬3) سقطت من: ب، هـ.
(¬4) تقدم ذكر هؤلاء الأعلام ص: 236، 269.
(¬5) في هـ: «وكتبوه» في الهامش عليها: «صح».
(¬6) هذا أحد المواضع التي اتفق الشيخان على نقل الخلاف فيها، فذكرها أبو عمرو في باب ما اختلفت فيه مصاحف أهل الأمصار، بدون تعيين، وعينها في باب آخر فقال: كتب في مصاحف أهل العراق بالواو، وفي مصاحف أهل المدينة بغير واو» فحصل في هذا اللفظ خلاف في الرسم وخلاف في القراءة، فقرأه حفص ويعقوب والكوفيون بالنصب مع التنوين فيحسن رسمه لهم بإثبات الألف وحذف صورة الهمزة على القياس، وقرأه الباقون بالرفع من غير تنوين، فيحسن رسمه لهم بالواو على خلاف القياس، ولكن الداني عين أنه في مصاحف العراق بالواو، وهم يقرءون بالنصب وفي مصاحف المدينة بغير واو وهم يقرءون بالرفع، لا يتناسب مع ما قلناه وفيه نظر، ويحتاج إلى تأمل، والله أعلم.
انظر: المقنع 57، 95.
(¬7) في هـ: «بعد الزاي وألف».
(¬8) وبه جرى العمل بإثبات الألف وحذف صورة الهمزة على القياس، ونقل أحمد النائطي عن الجزري أنه الأصح، ورسمه كذلك في مصحفه. انظر: نثر المرجان 4/ 184 دليل الحيران 224.
(¬9) عند قوله: جزاؤا الظلمين في الآية 31 ولم يذكره هناك مع نظائره، لأن ما تقدم ليس عنده فيها خلاف، واختياره هنا الألف على القياس. انظر موضعه في السورة.

الصفحة 819