كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل (اسم الجزء: 2)

الدخول في الوعيد (¬1) [لمن سئل (¬2)] عن علم (¬3) فكتمه (¬4).
وقد اختلف (¬5) في بعض سور القرآن، فقيل مكية، وقيل مدنية، وأنا أجعل (¬6) ذلك على
¬__________
(¬1) في هـ: في التوعيد» وفي ب: «في الوفيد» وهو تصحيف.
(¬2) ما بين القوسين المعقوفين سقط من أ، ب. وفي ج: «يسأل» وما أثبت من ق، هـ، م.
(¬3) في هـ: «علما» وفي ب: «عن عم فكهة» وهو تصحيف.
(¬4) ولفظ الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار». أخرجه الإمام أحمد 2/ 263، 305، 344، 353، وأبو داود رقم 3658 في العلم، باب كراهية منع العلم، والترمذي رقم 2651 في العلم باب ما جاء في كتمان العلم، وقال حديث حسن، انظر عارضة الأحوذي لابن العربي 10/ 118.
وله شاهد عند الحاكم 1/ 102 من حديث عبد الله بن عمرو، شرح السنة للبغوي 1/ 301، والطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله موثقون، مجمع الزوائد للهيثمي 1/ 163، قال الحاكم ووجدنا الحديث بإسناد صحيح لا غبار عليه 1/ 101، وأخرجه ابن ماجة رقم 261 - 265 باب من سئل عن علم فكتمه عن جابر، وانظر عون المعبود 10/ 91.
وأما الحديث عن عبد الله بن عمرو أخرجه ابن حبان في صحيحه بنحو حديث أبي هريرة والحاكم، وأحمد، وأبي داود والنسائي، وقال الحاكم صحيح ونحوه لعبد الله بن مسعود، مجمع الزوائد 1/ 163 باب في من كتم علما.
أقول: ولهذا كان أبو هريرة رضي الله عنه يخاف من هذا الوعيد، ويحدث الناس وقال: «لولا ما أخذ الله على أهل الكتاب ما حدثتكم بشيء» ثم تلا: وإذ أخذ الله ميثق الذين، المستدرك 1/ 108 ونحوه في سنن ابن ماجة 1/ 97 رقم 262، وقال قتادة: «هذا ميثاق أخذه الله على أهل العلم، فمن علم شيئا فليعلمه، وإياكم وكتمان العلم». قال ابن كثير: «وفي هذا تحذير للعلماء أن يسلكوا مسلكهم، فيصيبهم ما أصابهم، ويسلك بهم مسلكهم، فعلى العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع الدال على العمل الصالح، ولا يكتموا منه شيئا».
انظر: معاني القرآن للنحاس 1/ 520، تفسير ابن كثير 1/ 446.
(¬5) قبلها في ب: «قال الشيخ أبو داود رضي الله عنه».
(¬6) تصحيف في ب.

الصفحة 9