كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 2)

السكران، وتشتط في أكثر من سبيل معوّجة تائهة ويرى في سلوك أبي نواس ثورة وتجديدًا وحداثة، يقول عن أبي نواس إنه بودلير العرب" (1).
"فما بال كاتبنا مغرم بتشبيه شعرائنا بالساقطين في ديار الغرب .. ولو بُعِث أبو نواس وسمع هذا التشبيه وعرف من هو "بودلير" لقذف الكلام في وجه صاحبه ولتاب وأناب" (2).
- يقول الكاتب عن أبي نواس وهو يمجد سقوطه في الخمر: "شعر أبي نواس مصابيح .. لذلك لا يخاف العقاب بل يفعل ما يؤدي فعله إلى العقاب" (3).
- ويقول: "أبو نواس شاعر الخطيئة لأنه شاعر الحرية" (4).
- ويتحدث عن قتل ديك الجن لزوجه، وندم ديك الجن نفسه على جريمته، ولكن أدونيس لا يحب له أن يندم أو يبكي .. إن الكاتب يريد أن يجعل أقبح جريمة في حياة الإنسان .. جريمة القتل الظالم .. القتل المجنون حرية ممجّدة. إنه يقول":
"هذه الخطيئة الممجّدة تنقلب عند ديك الجن إلى جريمة ممجدة وضرورية كتوكيد أعلى ومطلق للحرية والشرف، جوهر الشخص الإنساني" (5).
وهكذا تصبح أحطّ الجرائم وأبشعها مجدًا وحرية وشرفًا عند كاتبنا .. أي شرف هذا الذي تنعم الوحوش والذئاب في حرية دامية مظلمة مفزعة.
__________
(1) "مقدمة في الشعر العربي" لأدونيس (ص 47).
(2) "الحداثة في منظور إيماني" للدكتور عدنان النحوي (ص 27) - دار النحوي.
(3) "مقدمة في الشعر العربي" (ص 49).
(4) المصدر السابق (ص 52).
(5) المصدر السابق (ص 52).

الصفحة 36