كتاب أعلام وأقزام في ميزان الإسلام (اسم الجزء: 2)

صاروا يتحكّمون في المؤسسة الثقافية المصرية ومجلاتها وهيئة كتابها وندواتها ومعارضها، ودخلوا مجلسها الأعلى للثقافة، كما صارت لهم سيطرة واضحة على معظم الصفحات الثقافية في الصحف المصرية التي تسيطر عليها الدولة، فأين هو التناقض المزعوم بينهم وبين السلطة؟
إن سيطرتهم على المرافق الثقافية الرسمية الآن، حولتهم إلى مستبدّين من نوع لا يعرف التسامح، فقد حرّموا هذه المرافق على غيرهم من مخالفيهم في الفكر والاتجاه، وبأموال الأمة راحوا ينشرون غثاءهم وبذاءتهم، دون مراعاة لشعور الأمة وأخلاقها وذوقها، وهو ما يؤكد في النهاية أن موقفهم من السلطة موقف انتهازي رخيص لا يليق بمثقف حقيقي، فضلاً عن شاعر أصيل.
ويدخل في هذا الموقف الانتهازي أن أحدهم تقدّم لجائزة الدولة التشجيعية واستطاع بمعونة العرّاب الأكبر الذي يتبنى الهالوك (أحمد عبد المعطي حجازي) أن يحصل على نصف الجائزة، ولكنه بعد إعلان الفوز راح يلعن الجائزة ويسبّ المؤسسة الثقافية، ويشتم أعضاء اللجنة المحكمة وغيرهم، ثم قَبِل الجائزة بعد أن رُفعت قيمتها!! فهل هذا ينبئ عن أصحاب مبادئ ومواقف؟
إن جيل شعراء الحداثة -شعراء الهالوك- ينبغي استئصاله لتتفتّح كل الورود والأزهار.
نستغفر الله عن إيرادنا النماذج التي تناولت الذات الإلهية بصورة مارقة غير لائقة، وأسرفت في الفحش والبذاءة وإن كان عذرنا أن ذكرناهم وذكرنا شعرهم لنري الناس إلى أي حد بلغ هؤلاء الزنادقة، ولقد ذكر الله مقالة الكافرين في قرآنه مما تطاولوا على الله وأنبيائه ورسله تحذيرًا للناس من السير على دربهم الكفري ..

الصفحة 72