كتاب المعرفة والتاريخ (اسم الجزء: 2)

زُرَيْعٌ وَالِيَ الْبَصْرَةِ، فَلَمْ يَكُنْ يَأْكُلُ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا، وَكَانَ يُحَدِّثُ بِعَدَدِهِ لِلْحِفْظِ، وَلَكِنْ كَانَ فِيهِ عَجَلَةٌ وَكَثْرَةُ كَلَامٍ، شَكَّ يَوْمًا فِي حَدِيثِهِ فَقِيلَ لَهُ: أَشَكَكْتَ؟ قَالَ: أَنَا أَشُكُّ فَلَا أَخْتَلِفُ إِلَى صَاحِبِهِ كَذَا وَكَذَا حَتَّى أُتْقِنَهُ! وَكُلُّ شَيْءٍ رَوَى عَنْ سَعِيدٍ [1] فَلَا تُبَالِي سَمِعْتَهُ مِنْ أَحَدٍ سَمَاعُهُ مِنْ سَعِيدٍ قَدِيمٌ، وَكَانَ يَأْخُذُ الْحَدِيثَ بِتَثَبُّتٍ.
«قَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وذكر يحي بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْنَا مِثْلَهُ [2] . ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مهدي وذكر يحي بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ فَقَالَ: لَمْ تَرَ عَيْنَاكَ مِثْلَهُ» [3] .
قَالَ الْفَضْلُ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدَ اللَّهِ يقول: كان يحي بْنُ سَعِيدٍ يُشَكِّلُ الْحَرْفَ إِذَا كَانَ شَدِيدًا وَغَيْرَ ذَلِكَ فَلَا.
قَالَ: وَقَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ- شَكَّ فِيهِ-: سَلْ بَهْزًا [4] .
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَكَانَ بَهْزٌ صَحِيحَ الْكِتَابَةِ.
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: أصحاب قتادة ثلاثة
__________
[1] سعيد بن عروبة.
[2] أوردها ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ج 4 قسم 2/ 150 بلفظ مقارب عن الامام أحمد.
[3] الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 139.
[4] بهز بن أسد العمي البصري أبو الأسود (ابن أبي حاتم:
الجرح والتعديل ج 1 قسم 1/ 431 وابن حجر: تهذيب التهذيب 1/ 497) وجاء في ترجمته في تهذيب التهذيب «وقال عبد الرحمن بن بشر: سألت يحي بن سعيد يوما عن حديث فحدثني به، ثم قال: أراك تسألني عن شعبة كثيرا، فعليك ببهز بن أسد فإنه صدوق ثقة فاسمع منه كتاب شعبة» فلعل هذه الرواية توضح غموض رواية يعقوب بن سفيان.

الصفحة 140