كتاب المعرفة والتاريخ (اسم الجزء: 2)
إِنَّمَا تَوَهَّمْتُ أَنَّهُ طَرَحَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْمُلْحِدِينَ هَذَا الْكَلَامَ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ فَيَدُلَّنِي عَلَيْهِمْ فَأَسْتَبِيحُهُمْ وَإِلَّا فَأَنَا عَلَى يَقِينٍ أَنَّ الْقُرَشِيَّ لَا يَتَزَنْدَقُ. قَالَ هَذَا أَوْ نَحْوَهُ مِنَ الْكَلَامِ» [1] .
وَسَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: كُنْتُ وَأَنَا بِمَكَّةَ أَيَّامَ سُفْيَانَ إِذَا وَرَدَ عَلَيَّ شَيْءٌ خَفِيَ عَلَيَّ لَمْ يَكُنْ لِي مَفْزَعٌ إِلَّا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ [2] مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَكُنْتُ إِذَا فزعت اليه في الشيء وجدت عنه عِلْمًا وَبَيَانًا.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَوُهَيْبٌ [3] كَانَ صَاحِبَ حَدِيثٍ حَافِظًا وَهُوَ قَدِيمُ الْمَوْتِ.
«قَالَ: وَلَيْثُ بْنُ سَعْدٍ كَثِيرُ الْعِلْمِ صَحِيحُ الْحَدِيثِ» [4] .
«قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ مُوَافَاةِ الْحَاجِّ، وَهِيَ كَثِيرَةُ الرَّوْثِ وَالسَّرْجِينِ [5] فَكُنْتُ أَلْبَسُ خُفَّيْنِ، فَإِذَا بَلَغْتُ بَابَ الْمَسْجِدِ نزعت إحداهما وَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ. فَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: لا تفعل فإنك امام منظور إليك» [6] .
__________
[1] الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 243- 244.
[2] عبد الرحمن بن عبد الله البصري نزيل مكة يلقب جردقة (تهذيب التهذيب 6/ 209) .
[3] وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم البصري صاحب الكرابيس مات سنة 165 هـ أو 169 هـ) تهذيب التهذيب 11/ 169- 170) .
[4] الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 12، وابن حجر: الرحمة الغيثية ص 6.
[5] السرجين: ذرق الطيور.
[6] ابن حجر: الرحمة الغيثية ص 5 واختصرها فقال «رآني يحي بن سعيد الأنصاري وقد فعلت شيئا من المباحات فقال: لا تفعل..» و (تهذيب التهذيب 8/ 463) بتصرف أيضا.
الصفحة 182