كتاب المعرفة والتاريخ (اسم الجزء: 2)

وَهْبٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَقَدِ اشْتَكَيْتُ فَقَالَ: كَأَنِّي أَرَاكَ شَاكِيًا؟ قَالَ قلت: أجل. قال اذهب الى (16 ب) فُلَانٍ الطَّبِيبِ فَاسْتَوْصِفْهُ.
ثُمَّ قَالَ لِيَ: اذْهَبْ إِلَى فُلَانٍ فَإِنَّهُ أَطَبَّ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: استغفر الله أراني قد اغتته [1] .
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ:
شَهِدْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَطْلُبُ ثَوبًا فَسَافَرْتُ سَفَرًا ثُمَّ رَجَعْتُ وما اشتراه كان ينظر في العقدة والشيء، وَلَمْ يَكُنِ الْحَسَنُ هَكَذَا كَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى الثَّوْبِ ثُمَّ يَقُولُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا.
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَرْسَلَ ابْنُ هُبَيْرَةَ [2] إِلَى ابْنِ سِيرِينَ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ أَهْلَ مَصْرِكَ؟
قَالَ: تَرَكْتُهُمْ وَالظُّلْمُ فِيهِمْ فَاشٍ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَأَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى أَنَّهَا شَهَادَةٌ يُسْأَلُ عَنْهَا فَكَرِهَ أَنْ يَكْتُمْهَا [3] .
حَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي اغْتَبْتُكَ فَاجْعَلْنِي فِي حِلٍّ؟ قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُحِلَّ ما حرم [4] .
__________
[1] في هذا الاسم، وفي ابن سعد (الطبقات 7/ 196) «طلق بن وهب الطاحي» .
أوردها ابن سعد (7/ 196) بألفاظ مقاربة.
[2] هو يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق.
[3] أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا (الحلية 2/ 264) .
[4] قارن بابن سعد (الطبقات 7/ 200) من طريق آخر، وبأبي نعيم (الحلية 2/ 263) من طريق «ضمرة قال قال السري بن يحي- أو غيره- لابن سيرين: اني قد اغتبتك ... » .

الصفحة 62