كتاب المعرفة والتاريخ (اسم الجزء: 2)

«وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ مِصْرَ وَهُوَ يُرِيدُ الْمَغْرِبَ وَتَرَكَ هَذِهِ الدَّارَ- وَأَوْمَأَ إِلَى دَارٍ إِلَى جَانِبِ دَارِ ابْنِ بُكَيْرٍ-، وَخَرَجَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَالْخَوَارِجُ الَّذِينَ هُمْ بِالْمَغْرِبِ عَنْهُ أَخَذُوا» [1] .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ نَجْدَةَ الْحَرُورِيِّ.
حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ [2] قَالَ:
اجْتَمَعَ حُفَّاظُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِمْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَطَاوُسٌ وَعَطَاءٌ عَلَى عِكْرِمَةَ فَأَقْعَدُوهُ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ عَنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَكُلَّمَا حَدَّثَهُمْ حَدِيثًا قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِيَدِهِ هَكَذَا- فَعَقَدَ ثَلَاثِينَ-، حَتَّى سُئِلَ عَنِ الْحُوتِ [3] فَقَالَ عِكْرِمَةُ: كَانَ يُسَايِرُهُمَا فِي ضَحْضَاحٍ [4] مِنَ الْمَاءِ. قَالَ فَقَالَ سَعِيدٌ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَا يَحْمِلَانِهِ فِي مِكْتَلٍ [5] .
فَقَالَ أَيُّوبُ: كَانَ يَقُولُ الْقَوْلَيْنِ جَمِيعًا.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ الْمُؤَذِّنُ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ عَنْ مَعْمَرٍ [6] عَنْ أَيُّوبَ قال: قدم علينا عكرمة فاجتمع
__________
[1] ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 267.
[2] هو أيوب بن أبي تميمة السختياني.
[3] وذلك في قوله تعالى في سورة الكهف الآيات 61، 62، 63 «فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا ... » وانظر تفسير النسفي 3/ 18.
[4] ضحضاح الماء: الماء القليل يكون في الغدير (لسان العرب 3/ 356) والمقصود هنا سيف البحر.
[5] أوردها ابن سعد من طريق آخر يرقى الى أيوب (الطبقات 5/ 290) .
[6] ابن راشد الصنعاني.

الصفحة 7