كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 2)

وبه ختم البيوع، والنسائيُّ في العارية من حديث حرام بن محيصة عن أبيه أن ناقة للبراء، وذكراه، ورواه أيضًا الشافعي وأبو داود وابن ماجه من حديث حرام بن محيصة عن البراء بن عازب أن ناقة له دخلت حائطًا وذكروه بنحوه. (¬1)
وزاد أبو داود: وأن حفظ الماشية بالليل على أهلها، وقال ابن عبد البر (¬2) في كلامه على رواية مالك: هكذا روى هذا الحديث جميع رواة الموطأ مرسلًا، ورواه الإمام أحمد موصولًا، وأطال البيهقي الكلام في كتاب "المعرفة" (¬3) عليه، وقال الطحاوي: هو مرسل، وقال ابن حزم (¬4): خبر ناقة البراء، خبر لا يصح، لأنه إنما رواه الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه، ورواه الزهري أيضًا عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف: أن ناقة البراء، فصح أنه مرسل، لأنّ حراما ليس هو ابن محيصة لصلبه، إنما هو ابن سعد بن محيصة وسعد لم يسمع من البراء ولا أبو أمامة، ولا حجة في منقطع، انتهى. (¬5) وحرام بفتح الحاء والراء المهملتين.
¬__________
(¬1) أخرجه مالك (2/ 747 - 748)، والشافعيّ في المسند (2/ 107)، وفي السنن المأثورة (526)، وأحمد (5/ 436)، وأبو داود (3569)، وابن ماجه (2332)، والنسائي في الكبرى (5785). والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 203)، وفي المشكل (6156)، وفي وصله مقال.
(¬2) التمهيد (11/ 81 - 90).
(¬3) معرفة السنن والآثار للبيهقي (13/ 94 - 96)، وفي السنن (8/ 279 و 341).
(¬4) المحلى (11/ 4).
(¬5) وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (18437)، وابن حبّان (6008)، والدارقطني (3/ 155)، والطحاوي في اختلاف العلماء كما في مختصره للجصّاص (5/ 211)، وقال ابن عبد البر (11/ 82): "هذا الحديث وإن كان مرسلًا، فهو حديث مشهور أرسله الأئمة وحدث به الثقات، واستعمله فقهاء الحجاز وتلقّوه بالقبول، وجرى في المدينة به العمل، وقد زعم الشافعي أنّه تتبع مراسيل سعيد بن المسيّب فألقاها صحاحًا، وأكثر الفقهاء يحتجون بها ... "، وانظر الصحيحة (238)، والإرواء (1527).

الصفحة 530