كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 2)

لا نعلم أحدًا تكلم فيه غير شعبة من أجل هذا الحديث انتهى كلامه. (¬1)
وقال الإمام الشافعي (¬2): نخاف ألا يكون محفوظًا، وأبو سلمة حافظ، وكذلك أبو الزبير، ولا يعارض حديثهما بحديث عبد الملك، وسئل الإمام أحمد عن هذا الحديث فقال: هذا حديث منكر، وقال يحيى: لم يحدث به إلا عبد الملك، وقد أنكره الناس عليه، وقال الترمذي: سألت محمَّد ابن إسماعيل البخاري عنه فقال: لا أعلم أحدًا رواه عن عطاء غير عبد الملك تفرد به، ويروى عن جابر خلاف هذا انتهى.
وقد احتج مسلم في صحيحه بعبد الملك بن أبي سليمان، وخرج له أحاديث واستشهد به البخاري ولم يخرجا له هذا الحديث، ويشبه أن يكونا تركاه لتفرده به، وإنكار الأئمة عليه فيه، وجعله بعضهم رأيًا لعطاء أدرجه عبد الملك في الحديث. (¬3)

2193 - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الشريك شفيع، والشفعة في كل شيء".
ويُروى: عن ابن أبي مليكة .... مرسلًا.
قلت: رواه الترمذي في الأحكام من حديث أبي حمزة السكري، عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس يرفعه، وقال: هذا حديث أبي حمزة السكري،
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود (3518)، والترمذي (1369)، والنسائي في الكبرى (6304)، وابن ماجه (2494)، وأحمد (3/ 303)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 120)، والبيهقيّ (6/ 106)، وعبد الملك بن أبي سليمان قال الحافظ في التقريب (4212): صدوق له أوهام. وانظر نصب الراية (4/ 174).
(¬2) في اختلاف الحديث المطبوع في حاشية "الأم" (4/ 6)، وانظر معرفة السنن والآثار (8/ 315).
(¬3) هذا كلام المنذري في مختصر أبي داود (5/ 171 - 172)، وانظر لزامًا كلام ابن القيم في تهذيب السنن (5/ 167 - 172)، والتمهيد لابن عبد البر (7/ 47)، وشرح السنة للبغوي (8/ 242)، وفتح الباري (4/ 438)، والإرواء (1540).

الصفحة 539