كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 2)

وفي رواية: "من ترك دينًا أو ضياعًا، فليأتني فأنا مولاه".
قلت: رواها الشيخان من حديث أبي هريرة. (¬1)
والضياع: بفتح الضاد العيال المحتاجون الضائعون، قال الخطابي (¬2): الضياع هنا وصف لورثة الميت بالمصدر أي ترك أولادًا وعيالًا ذوي ضياع أي لا شيء لهم، وهذا قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما فتح الله عليه الفتوح، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - في ابتداء الإسلام: من ترك عليه دينًا لا وفاء له، لا يصلى عليه فلما فتح الله عليه، عاد يصلي عليهم، ويقضي دين من لم يخلف وفاء، قوله: فأنا مولاه، أنا وليه وناصره.
- وفي رواية: "من ترك مالًا فلورثته ومن ترك كلًّا فإلينا".
قلت: رواها الشيخان أيضًا من حديثه. (¬3)
والكل: بفتح الكاف قال الخطابي (¬4): وغيره المراد به هنا: العيال، وأصله الثقل.

2261 - قال - صلى الله عليه وسلم -: "ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فهو لأولى رجل ذكر".
قلت: رواه الجماعة إلا ابن ماجه من حديث ابن عباس (¬5) يرفعه.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: فلأولى رجل ذكر: المراد بأولى رجل أقرب رجل، وليس المراد بأولى: أحق، ووصف الرجل بأنّه ذكر تنبيهًا على سبب استحقاقه، وهو الذكورة التي هي سبب العصوبة، وسبب الترجيح في الإرث، ولهذا جعل للذكر مثل حظ الأنثيين.

2262 - قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم".
¬__________
(¬1) أخرجها البخاري (2399)، ومسلم (1619).
(¬2) انظر: أعلام الحديث للخطابي (2/ 1192)، وغريب الحديث له (3/ 260).
(¬3) أخرجها البخاري (6763)، ومسلم (1619).
(¬4) أعلام الحديث (2/ 1193).
(¬5) أخرجه البخاري (6732)، ومسلم (1615)، وأبو داود (2898)، والترمذي (2098)، والنسائيّ في الكبرى (6331)، وابن ماجه (2740).

الصفحة 572