كتاب كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (اسم الجزء: 2)

1098 - إنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أعرابي يعودُه، وكان إذا دخل على مريض يعودُه قال: "لا بأس، طَهُور إن شاء الله تعالى فقال: لا بأس، طهور إن شاء الله، قال: كلّا بل حُمّى تفور على شيخ كبير تُزِيْره القبور"، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فَنَعمْ إذًا".
قلت: رواه البخاري في الطب، وفي علامات النبوة وفي التوحيد والنسائي في الطب وفي اليوم والليلة كلاهما من حديث عكرمة عن ابن عباس. (¬1)
وطَهور: خبر مبتدأ محذوف أي مرضك طهور، وتفور أي يظهر حرها.

1099 - "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: أذهِب البأس ربِّ الناس، واشف أنت الشافي لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سَقَمًا".
قلت: رواه الشيخان والنسائي وابن ماجه، أربعتهم في الطب (¬2) من حديث عائشة.
ويغادر: بغين معجمة وقال مهملة أي يترك، والسُّقم: المرض، وهو بضم السين وإسكان القاف وبفتحها لغتان.

1100 - كان إذا اشتكى الإنسانُ الشيءَ منه، أو كانَتْ به قَرْحة أو جَرْح، قال: النبي - صلى الله عليه وسلم - بإصبعه: "بسم الله، تُرْبة أرضِنا، يرِيْقَةِ بعضِنا ليُشفى سقيمُنا بإذن ربنا".
قلت: رواه الجماعة إلا الترمذي من حديث عائشة في الطب. (¬3)
قال جمهور العلماء: المراد بأرضنا هنا، جملة الأرض، وقيل: أرض المدينة لبركتها. والريقة: أقل من الريق، ومعنى الحديث: أنه يأخذ من ريق نفسه، على أصبعه السبابة ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء، فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل،
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (5662)، وفي المناقب (3616)، وفي المرضى (5656)، وفي التوحيد (7470)، والنسائي في الكبرى (7499)، (10878)، وفي عمل اليوم والليلة (1039).
(¬2) أخرجه البخاري (5675)، ومسلم (2191)، والنسائي (10855)، وابن ماجه (3520).
(¬3) أخرجه البخاري (5743)، ومسلم (2194). وأبو داود (3895)، والنسائي في الكبرى (7550)، وابن ماجه (3521).

الصفحة 6