كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 2)

* عن طارق بن شهاب، عن عمر بن الخطاب: أن رجلًا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين! آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أيُّ آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}؛ قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم -: وهو قائم بعرفة يوم جمعة (¬1). [صحيح]
¬__________
= وابن مردويه في "تفسيرهما"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (2/ 8) من طريق الحسين بن واقد وصدقة بن هرم وبشير بن سريج ثلاثتهم عن أبي غالب عن أبي أمامة به.
قلنا: وهذا إسناد حسن -إن شاء الله-؛ مداره على أبي غالب هذا صاحب أبي أمامة، مختلف فيه: وثقه الدارقطني، وقال ابن معين: "صالح الحديث"، وحسن له الترمذي، وقال ابن عدي: "ولم أرَ في أحاديثه حديثاً منكراً جداً، وأرجوا أنه لا بأس به". ولخصه الحافظ بقوله: "صدوق يخطئ"، وضعفه ابن سعد وأبو حاتم والنسائي وابن حبان.
والصواب في ذلك قول ابن حجر؛ فالرجل حديثه في المرتبة الحسنة ما لم يتبين العكس.
انظر: "سؤالات البرقاني" (رقم 115)، و"الكامل" (2/ 861)، و"الجرح والتعديل" (3/ رقم 1411)، و"ضعفاء النسائي" (رقم 665)، و"المجروحين" (1/ 267)، و"التهذيب" (12/ 197)، و"التقريب" (2/ 460).
وسكت عنه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "صدقة؛ ضعفه ابن معين".
قلنا: لكنه لم يتفرد كما تقدم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 387)؛ "فيه بشير بن سريج وهو ضعيف"؛ لكنه لم يتفرد.
وقال أيضاً: "رواه الطبراني بإسنادين، وإسناد الأول حسن".
وحسّنه شيخنا -رحمه الله- في "الصحيحة" (6/ 461، 462 رقم 2706).
(¬1) أخرجه البخاري في "صحيحه" (1/ 105 رقم 45، 8/ 108 رقم 4407، ص 270 رقم 4606، 13/ 245 رقم 7268)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 2312، 2313 رقم 3017).

الصفحة 13