كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 2)

* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} وذلك أن عمرو بن أمية الضمري حين انصرف من بئر معونة لقي رجلين كلابيين معهما أمان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقتلهما ولم يعلم أن معهما أمانًا من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ففداهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومضى إلى بني النضير ومعه أبو بكر وعمر وعليّ، فتلقوه بنو النضير، فقالوا: مرحباً يا أبا القاسم، ماذا جئت له؟ قال: "رجل من أصحابي قتل رجلين من كلاب معهما أمان مني، طلب مني ديتهما فأريد أن تعينوني"، قالوا: نعم، والحب لك والكرامة يا أبا القاسم! اقعد حتى نجمع لك! فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت الحصن وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعلي بين يديه، وقد توامر بنو النضير أن يطرحوا عليه حجراً، وقال بعض أهل العلم: بل ألقوه، فأخذه جبرئيل -عليه السلام-، وأخبر النبي -عليه السلام- بما توامر الفسقة وما هموا به، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتبعه أبو بكر وعُمر وعليّ -رضي الله عنهم-؛ فأنزل الله -تعالى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} الآية (¬1). [باطل]
¬__________
(¬1) أخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 422، 423) من طريق عبد الغني بن سعيد الثقفي ثنا موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس به.
قال الحافظ ابن حجر في "العجاب" (1/ 220): "ومن التفاسير الواهية لوهاء رواتها: التفسير الذي جمعه موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني وهو قدر مجلدين يسنده إلى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، وقد نسب ابن حبان موسى هذا إلى وضع الحديث، ورواه عن موسى: عبد الغني بن سعيد الثقفي وهو ضعيف".
قلنا: نص كلام ابن حبان في "المجروحين" هو (2/ 242): "شيخ دجال يضع الحديث، روى عنه عبد الغني بن سعيد الثقفي، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتاباً في التفسير جمعه من كلام الكلبي ومقاتل بن سليمان =

الصفحة 30