فجاء الخبر في أول النهار، فبعث في آثارهم فلما ارتفع النهار جيء بهم؛ فأمر؛ فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمرت أعينهم، وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون.
قال أبو قلابة: فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله (¬1). [صحيح]
* عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية؛ قال: نزلت هذه الآية في المشركين، فمن تاب منهم قبل أن يقدر عليه لم يكن عليه سبيل، وليست هذه الآية للرجل المسلم؛ فمن قتل وأفسد في الأرض، وحارب الله ورسوله ألحق بالكفار قبل أن يقدر عليه لم يمنعه ذلك أن يقام فيه الحد الذي أصاب (¬2). [حسن]
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (رقم 233، 3018، 4193، 4610، 6802، 6803، 6805، 6899)، ومسلم (رقم 1671/ 10 - 12).
(¬2) أخرجه أبو داود (4/ 132 رقم 4372)، والنسائي (7/ 101) من طريق علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس به.
قلنا: وسنده حسن؛ لأجل عليّ هذا.
وأخرج عبد الرزاق في "المصنف" (10/ 109 رقم 18544) -ومن طريقه البيهقي في "الكبرى" (8/ 283) -: ثنا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس؛ قال: نزلت هذه الآية في المحارب: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} إذا عدا فقطع الطريق فقتل وأخذ المال؛ صلب، وإن قتل ولم يأخذ مالًا؛ قتل، وإن أخذ المال ولم يقتل؛ قُطع من خلاف، فإن هرب وأعجزهم؛ فذلك نفيه.
قلنا: وهذا إسناد تالف واه بمرة؛ فيه إبراهيم هذا: متروك، وكذبه بعضهم، ثم إن رواية داود بن الحصين عن عكرمة منكرة.
وأخرجه الشافعي في "الأم" (6/ 151) -ومن طريقه البيهقي في "الكبرى" (8/ 283) -، وعبد الرزاق في "المصنف" (10/ 107، 108 رقم 11541) كلاهما =