منهم، فأتوا بهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية، قال: فكان نفيهم أن نفوهم حتى أدخلوهم مأمنهم وأرضهم، ونفوهم من أرض المسلمين وقتل نبيّ الله منهم، وصلب وقطع وسمّل الأعين، قال: فما مثّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ولا بعد، قال: ونهى عن المثلة، وقال: لا تمثلوا بشيء"، قال: فكان أنس بن مالك يقول ذلك غير أنه قال: أحرقهم بالنار بعدما قتلهم (¬1). [ضعيف]
* عن عكرمة والحسن البصري؛ قالا: قال: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} إلى {أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} نزلت هذه الآية في المشركين، فمن تاب منهم من قبل أن تقدروا عليه؛ لم يكن عليه سبيل، وليست تحرز هذه الآية الرجل المسلم من الحد إن قتل أو أفسد في الأرض أو حارب الله ورسوله ثم لحق بالكفار قبل أن يقدر عليه، لم يمنعن ذلك أن يقام فيه الحد الذي أصاب (¬2). [ضعيف جداً]
* عن أبي الزناد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قطع الذين سرقوا لقاحه وسمّل أعينهم بالنار؛ عاتبه الله -تعالى- في ذلك؛ فأنزل الله -تعالى-:
¬__________
(¬1) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (10/ 107 رقم 18540)، والطبري في "جامع البيان" (6/ 133، 134) من طريقين عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير به.
قلنا: وهذا سند ضعيف؛ لإرساله، ولم يتعين لنا من هو عبد الكريم هذا؛ هل هو الجزري الثقة، أم ابن أبي المخارق الضعيف؟.
(¬2) قلنا: أخرجه الطبري في "جامع البيان" (6/ 133): ثنا ابن حميد ثنا يحيى بن واضح ثنا الحسين بن واقد عن زيد النحوي عن عكرمة والحسن به.
قلنا: وهذا سند ضعيف جداً؛ فيه علتان:
الأولى: ابن حميد؛ حافظ متهم.
الثانية: الإرسال.
وقد تقدم في أول الآية من طريق الحسين بن واقد عن زيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس موصولًا، وهو أصح من هذا.