كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 2)

أنبيائك، فقال: فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا: يا أبا القاسم: ما ترى في رجل وامرأة منهم زنيا، فلم يكلمهم كلمة حتى أتى بيت مدراسهم، فقام على الباب؛ فقال: "أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى بن عمران: ما تجدون في التوراة على من زنا إذا أحصن؟ "، قالوا: يحمّم ويجبّه، قال: "والتجبية أن يحمل الزانيان على حمار وتقابل أقفيتهما، ويطاف بهما"، قال: وسكت شاب منهم، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - سكت: ألظّ به النشيد، فقال: اللهم!! إذ نشدتنا؛ فإنا نجد في التوراة الرجم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فما أول ما ارتخصتم أمر الله"، قال: زنى رجل ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخّر عنه الرجم، ثم زنى رجل آخر في أسرة من الناس فأراد رجمه، فحال قومه دونه، وقالوا: لا ترجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه، فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فإني أحكم بما في التوراة"، فأمر بهما فرجما.
قال الزهري: فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم (¬1). [ضعيف]
¬__________
(¬1) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 1/ 189، 190)، وأحمد (رقم 7747 - ط شاكر)، وأبو داود (3/ 312، 313 رقم 3624، 3625، 4/ 155، 156 رقم 4450، 4451)، والطبري في "جامع البيان" (6/ 150، 150 - 151، 153، 161)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص 131، 132)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 246، 247، 247)، و"السنن الصغرى" (4/ 18 رقم 3742)، وفي "الدلائل" (6/ 269، 270، 271) جميعهم من طريق الزهري ثنا رجل من مزينة ونحن جلوس عند ابن المسيب عن أبي هريرة به.
قلنا: وسنده ضعيف؛ لجهالة الرجل من مزينة، وضعفه الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- في تحقيقه لـ"المسند"، وكذا شيخنا أبو عبد الرحمن الألباني -رحمه الله- في "ضعيف سنن أبي داود"، و"الإرواء" (5/ 95).
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3/ 76) وزاد نسبته لعبد بن حميد وابن أبي حاتم. =

الصفحة 45