كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 2)

الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا} إلى قوله: {لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، ثم قال: فيهما والله نزلت، وإياهما عنى الله -عزّ وجلّ- (¬1). [حسن]
* عن قتادة في قوله: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} الآية؛ قال: ذكر لنا أن هذا كان في قتيل بني قريظة والنضير، إذ قتل رجل من قريظة قتله النضير، وكانت النضير إذا قتلت من بني قريظة لم يقيدوهم، إنما يعطونهم الدية لفضلهم عليهم في أنفسهم تعوذاً، فقدم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فسألهم، فأرادوا أن يرفعوا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليحكم بينهم، فقال
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد (1/ 246)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 302 رقم 10732)، والطبري في "جامع البيان" (6/ 164، 165)، وأبو داود (3/ 299 رقم 3576) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عتبة عن ابن عباس.
قلنا: وهذا إسناد حسن -إن شاء الله-.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 16): "رواه أحمد والطبراني بنحوه، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجال أحمد ثقات".
وحسنه شيخنا -رحمه الله- في "الصحيحة" (6/ 109، 111 رقم 2552).
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3/ 74) وزاد نسبته لابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه.
* ملاحظة:
1 - لم يذكر ابن عباس في سند ابن جرير.
2 - لفظ أبي داود مختصر جداً: "نزول الآيات الثلاثة في اليهود خاصة في قريظة والنضير".
3 - وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (4/ 1485 رقم 750 - تكملة) من طريق ابن أبي الزناد به مختصراً بلفظ: "إنما أنزل الله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، و {الظَّالِمُونَ} و {الْفَاسِقُونَ} في اليهود خاصة.
وسنده حسن.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3/ 87) وزاد نسبته لأبي الشيخ وابن مردويه.

الصفحة 49