كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 2)

وولايتهم؛ ففيه وفي عبد الله بن أبيّ نزلت الآيات في المائدة: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} الآية (¬1). [ضعيف]
* عن عطية بن سعد؛ قال: جاء عبادة بن الصامت من بني الحارث بن الخزرج إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إن لي موالي من يهود كثير عددهم، وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود، وأتولى الله ورسوله، فقال عبد الله بن أبيّ: إني رجل أخاف الدوائر، لا أبرأ من ولاية مواليّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن أبيّ: "يا أبا الحباب! ما بخلت به من ولاية يهود على عبادة بن الصامت؛ فهو إليك دونه"، قال: قد قبلت؛ فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} إلى قوله: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} (¬2). [ضعيف]
* عن السدي: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}؛ قال: لما كانت وقعة أُحُدٍ اشتد على طائفة من الناس وتخوّفوا أن يدال عليهم الكفار، فقال رجل لصاحبه: أما
¬__________
(¬1) أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" (2/ 428، 429 - ابن هشام) -ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" (6/ 178)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 174، 175)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/ 1155/ 6506) -: ثني والدي إسحاق بن يسار عن عبادة به.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف؛ لإرساله.
والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (3/ 98) وزاد نسبته لابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه وابن عساكر.
(¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12/ 137رقم 12351)، والطبري في "جامع البيان" (6/ 177، 178) من طريق عبد الله بن إدريس عن أبيه عن عطية به.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: الإرسال.
الثانية: عطية هذا؛ ضعيف مدلس، ولخصه ابن حجر في "التقريب" (2/ 24) بقوله: "صدوق يخطئ كثيراً، كان شيعياً مدلساً".

الصفحة 59