كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (اسم الجزء: 2)

* {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)}.
* عن عياض الأشعري؛ قال: لما نزلت: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هم قوم هذا"، وأشار إلى أبي موسى الأشعري (¬1). [صحيح]
¬__________
(¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12/ 123رقم 12311)، وفي "مسنده" (2/ 179 رقم 664)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/ 107)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"؛ كما في "تخريج أحاديث الكشاف" (1/ 411)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 460، 461 رقم 2515)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 315 رقم 1015)، والطبري في "جامع البيان" (6/ 183، 183، 184، 184)، والواحدي في "تفسيره" والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تخريج أحاديث الكشاف" (1/ 411)، والحاكم (2/ 313) -وعنه البيهقي في "رسالة الأشعري"- جميعهم من طريق شعبة عن سماك بن حرب عن عياض به.
قلنا: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 16): "ورجال رجال الصحيح".
قلنا: وقد اختلف في صحبة عياض؛ فبعضهم أثبتها، وبعضهم نفى ذلك، وسواء كان ذلك أم هذا؛ فقد روى ابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/ 1160 رقم 6535) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والطبري في "جامع البيان" (6/ 183) من طريق أبي الوليد الطيالسي كلاهما عن شعبة، والبيهقي في "الدلائل" (5/ 351، 352) من طريق عبد الله بن إدريس عن أبيه كلاهما عن سماك بن حرب سمع عياضاً يحدث عن أبي موسى به. =

الصفحة 61