كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 2)

شبابًا (كنّا ندعوهم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: القرّاء .. فذكر أنس سبعين رجلًا من الأنصار، كانوا إذا أجنّهم الليل آووا إلى معلم بالمدينة، فيبيتون يدرسون، فإذا أصبحوا فمن كان عنده قوّة أصاب من الحطب، واستعذب من العذب (¬1)، ومن كانت عنده سعة أصابوا الشاة فأصلحوها، فكان معلقًا بحجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أصيب خبيب) (¬2) (جاء ناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - "رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان" فقالوا:
أن ابعث معنا رجالًا يعلّمونا القرآن والسنّة، فبعث "إلى ناس من المشركين بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد" سبعين رجلًا من الأنصار، يقال لهم:
القرّاء -فيهم خالي حرام- يقرأون القرآن،
ويتدارسون بالليل يتعلّمون،
وكانوا بالنهار يجيؤون بالماء فيضعونه في المسجد،
ويحتطبون فيبيعونه،
ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء،
فبعثهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم "حتى كانوا ببئر معونة") (¬3) (فأتوا على حي من بني سليم فقال حرام لأميرهم: دعني فلأخبر هؤلاء أنّا ليس إياهم
¬__________
= الزهريّ عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن كعب رضي الله عنه .. وهذا السند صحيح وقد مر معنا ..
(¬1) أي الماء العذب.
(¬2) حديث صحيح رواه البخاري ومسلمٌ في مواضع عديدة والطبرانيُّ (1/ 323) والبيهقيُّ (3/ 349) واللفظ له.
(¬3) حديث صحيح رواه مسلم (677 - وبين 1902 - 1903).

الصفحة 299