كتاب السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (اسم الجزء: 2)

فتحرك قلبه نحو جابر .. فكانت هذه القصة المنسوجة بالمشاعر والأشواق والمعجزات:
يقول جابر رضي الله عنه:
(خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى غزوة ذات الرقاع من نخل على جمل لي ضعيف، فلما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعلت الرفاق تمض، وجعلت أتخلّف "على بعير قطوف" (¬1) "جل ثفال إنما هو في آخر القوم" (¬2) "قد أعيى فلا يكاد يسير" (¬3) حتى أدركني النبى - صلى الله عليه وسلم -، ((فمرّ بي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من هذا؟ قلت: جابر" (¬4) فقال: مالك يا جابر؟ قلت: يا رسول الله أبطأ بي جملي هذا. قال - صلى الله عليه وسلم -: أنخه، فأنخته، وأناخ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "قال - صلى الله عليه وسلم -: أمعك قضيب؟ قلت: نعم، قال: أعطنيه" (¬5) أعطني هذه العصا التي في يدك، فأعطيته إياها أو قطعت له عصية من شجرة، فأعطيته إياها، فنخسه بها نخسات، "فدعا له" (¬6)، ثم قال: اركب يا جابر، فركبت "فسار سيرًا ليس يسير مثله" (¬7)، فخرج والذي بعثه بالحق يواهق ناقته مواهقة، "فكان من ذلك المكان من أوّل القوم" (¬8)، فتحدث مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "كيف ترى بعيرك" (¬9)، أتبيعني جملك هذا يا جابر؟ قلت: بل أهبه لك.
¬__________
(¬1) البخارى (5245). والقطوف هو البطىء.
(¬2) البخاري (2309). الثفال هو الثقيل.
(¬3) البخارى (2967). يعى أنه يعاني من الهزال والتعب.
(¬4) البخاري (2309).
(¬5) البخاري (5245).
(¬6) البخاري (2718).
(¬7) البخاري (2718).
(¬8) البخاري (2309).
(¬9) البخاري (2385).

الصفحة 316